## ماسك يشعل من جديد مزاعم “خطف الأطفال” ويمنح حملة LVU دفعة واسعة على الإنترنت

في الأيام الأخيرة، عادت المزاعم المرتبطة بما يُعرف بـ“حملة LVU” إلى الواجهة بقوة، بعد أن لاقت منشورات جندي أمريكي سابق على منصة X تفاعلاً كبيراً من الملياردير إيلون ماسك، ما منحها انتشاراً استثنائياً وأعاد إشعال الجدل حول عمل الخدمات الاجتماعية في السويد.

قصة جندي أمريكي تثير عاصفة رقمية

الجندي السابق جاكوب فريمان، البالغ من العمر 43 عامًا، نشر سلسلة منشورات ادّعى فيها أن السوسيال حاول سحب أطفاله في الفترة التي عاش فيها بالسويد، زاعمًا أن السبب يعود لخدمته العسكرية في المارينز ونظرته إلى النظام الاجتماعي السويدي على أنه “معادٍ للأجانب”.

ولم يكتفِ فريمان بذلك، بل قال إنه اضطر إلى مغادرة السويد “هرباً”، مدعيًا أن السلطات حاولت ملاحقته حتى بعد عودته إلى الولايات المتحدة. وتجاوز الجدل حدود قصته حين شبّه أحد المعلقين وضعه باضطهاد اليهود في ألمانيا النازية، ليؤكد فريمان أن وضعه كان “أسوأ”، على حد تعبيره.

هذا التفاعل لفت أنظار إيلون ماسك الذي اكتفى بتعليقات قصيرة مثل “Wtf” و”Wow”، لكنها كانت كافية لتضخيم القصة بشكل هائل على المنصة.

تحقيقات تكشف تناقضات كبيرة

صحيفة فلامّان السويدية ثم إكسبريسن لاحظتا تناقضات جوهرية في رواية فريمان. وثائق حصلت عليها إكسبريسن من شكوى رسمية قدّمها عام 2018 لدى أمين المظالم (JO)، أظهرت أن البلاغ الذي استندت إليه الخدمات الاجتماعية كان مجهولاً وتم حفظه سريعاً، دون أي إشارة لمحاولة احتجاز الأطفال.

ورغم تأكيده أن مغادرته في أبريل 2019 جاءت بسبب “مشكلات مع المدرسة والسوسيال”، فإن شكواه لم تتضمن هذه الادعاءات التي يكررها حالياً على الإنترنت.

ديون باهظة واتهامات للضرائب السويدية

خلال فترة إقامته، عمل فريمان في قسم الموارد البشرية في شركة Amazon Web Services في الشمال الأوروبي، لكنه ترك وراءه ديونًا ضريبية تقارب 677 ألف كرون، تم تحويلها إلى كرونوفوغدن منذ 2020.

محتوى مرتبط:  مسيّرات تُربك أجواء السويد والدنمارك في وقت واحد… وتحذيرات من عمليات منظمة

وفي منشور مطوّل على Substack، قال إن مصلحة الضرائب السويدية تقيّمه بشكل خاطئ وإنه كان يسدد ضرائبه للولايات المتحدة بناء على نصيحة محاسبين أمريكيين، مضيفًا انتقادات لاذعة للنظام الضريبي السويدي.

عودة حملة LVU.. وهذه المرة بجرعة إضافية

إكسبريسن أشارت إلى أن قصة فريمان لم تمر مرور الكرام، بل أعادت إحياء حملة التضليل التي تزعم أن السوسيال “يخطف” أطفال المهاجرين، خصوصاً المسلمين، بموجب قانون رعاية الأحداث (LVU).

هيئة الدفاع النفسي (MPF) وصفت الحملة بأنها واحدة من أوسع الحملات المنظمة ضد السويد، شاركت فيها جهات خارجية متعددة.

ومن بين أبرز نشطائها، عاد المؤثر الإسلامي مصطفى الشرقاوي للظهور بعد غياب طويل، مطلقًا ادعاءات مبالغ فيها مثل مغادرة “100 ألف شخص” السويد بسبب السوسيال، بينما قالت سيدة ظهرت معه إن العدد يصل إلى “مليون”. وذهبت أبعد حين ادعت أن السويد “تخطف وتقتل” من يفضح الحملة، بحسب وصفها.

وفي بث آخر، ربط الشرقاوي هذه المزاعم بتاريخ الفايكنغ، مدعيًا أن جميع مؤسسات الدولة – من الأمن والشرطة إلى القضاء والخارجية – “تشارك في عملية ممنهجة ضد عائلات المهاجرين”.

دور ماسك في تضخيم الرواية

من جهتها، قالت المتحدثة باسم هيئة الدفاع النفسي، إيرين كريستنسون، إن المزاعم المرتبطة بـLVU لم تعد مركزية كما كانت قبل أحداث 7 أكتوبر، لكنها أصبحت جزءاً من سردية أوسع تصوّر النظام السويدي على أنه “عنصري ومتناقض”.

وحذّرت من أن تفاعل شخصيات ضخمة مثل إيلون ماسك قد يساهم في انتشار هذه الحملات، حتى لو لم يكن لذلك تأثير مباشر على الوضع داخل السويد، مشددة على أهمية التحقق من المعلومات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي قبل تبنّيها أو مشاركتها.


المصدر السويدي: صحيفة إكسبريسن