بعد عامٍ مرّ كالجمر على عائلة الضحية سهى سعد، أسدلت المحكمة العليا السويدية الستار على واحدة من أعنف قضايا التفجير في البلاد، مُعلنة أحكاماً مشددة حُسمت بها فصول الجريمة التي هزّت فلّورو شمال أوبسالا في سبتمبر 2023.
■ مشهد دموي فجّر القضية
في الساعات الأولى من الصباح، دوّى انفجار ضخم حوّل المنطقة إلى ما يشبه “ساحة حرب”. وسط الدمار، عُثر على سهى سعد، الشابة التي لم تتجاوز 24 عاماً، وقد فارقت الحياة متأثرة بجراحها. ولم تمرّ دقائق حتى لاحظ شرطي خارج الخدمة سيارة تهرب من المكان، لتبدأ خيوط القضية بالانكشاف وتؤدي إلى اعتقال شخصين كانا داخلها.
■ السجن المؤبد للمنفّذ الرئيسي
أحد الموقوفين كان جوشوا ديتريش شيلوند (23 عاماً)، الذي ثبّت القضاء حكم السجن المؤبد بحقه بعد إدانته بالقتل واستخدام المتفجرات. هذا الحكم جاء منسجماً مع ما طالب به والد الضحية، سامر سعد، الذي قال سابقاً:
“أريد السجن المؤبد للثلاثة… وصانع القنبلة هو الأكثر ذنباً.”
■ صانع القنبلة… عقوبة ترتفع إلى 14 عاماً
المتهم الثاني، شاب في العشرين من شمال السويد، كان العقل التقني خلف القنبلة التي بلغ وزنها 13 كيلوغراماً والمتفجرات المستخدمة في تفجيرات لينشوبينغ وهيسيلبي.
العقوبة بدأت بـ 9 سنوات ونصف، ثم رُفعت إلى 11 عاماً و10 أشهر، قبل أن تبتّ المحكمة العليا اليوم بحكم نهائي صارم: 14 عاماً كاملة، مؤكدة أن دوره محوري في سلسلة التفجيرات.
■ تخفيف محدود للسائق
أما السائق الذي أوصل المنفّذ إلى مكان الجريمة ثم ساعده في الهرب، فقد شهد حكماً متذبذباً عبر مراحل التقاضي. وبعد أحكام سابقة تراوحت بين ثماني سنوات وسبع سنوات وتسعة أشهر، استقرّت المحكمة العليا على سبع سنوات ونصف باعتبار دوره مساعدة غير مباشرة.
■ من 18 عاماً إلى المؤبد
الشخص المتهم بتنفيذ تفجيرات لينشوبينغ وهيسيلبي، والذي كان قد تلقّى حكماً بالسجن 18 عاماً، واجه اليوم أقسى قرار ممكن: السجن مدى الحياة، في رسالة واضحة من القضاء بأن الجرائم ذات الطابع الإرهابي لن تمرّ دون عقاب رادع.
■ صفحة تُطوى… وألم لا يُمحى
بهذه الأحكام، تُختتم واحدة من أضخم القضايا الجنائية في السويد، في حين تبقى خسارة عائلة سهى سعد شاهدة على ثقل الجريمة. كلمات والدها بقيت تردد صدى المأساة:
“أريد العدالة لابنتي… العدالة للجميع.”
المصدر: SVT





