ستة أسابيع من الخداع الأمني تنتهي بعملية دقيقة في قلب ستوكهولم

في واحدة من أكثر العمليات الأمنية تعقيدًا في السنوات الأخيرة، كشفت السلطات السويدية عن تفاصيل مثيرة حول الطريقة التي تمكنت بها من الإيقاع بشاب يبلغ من العمر 18 عامًا، متهمٍ بالتخطيط لتنفيذ هجوم إرهابي في منطقة كونغسترادغوردن وسط العاصمة ستوكهولم.

بدأت القصة أواخر صيف 2024، حين رصدت شرطة الأمن السويدية (سابو) نشاطًا إلكترونيًا مثيرًا للريبة لشاب يُظهر تعاطفًا متزايدًا مع تنظيم داعش، ويتحدث عن “الواجب العقائدي” و”الجهاد الفردي”. ومع مرور الأسابيع، اتضح للسلطات أن الشاب لا يكتفي بالكلام، بل بدأ فعليًا في البحث عن طرق لصناعة المتفجرات وتجميع مواد يُمكن استخدامها في تنفيذ هجوم.

عندها، قررت سابو زرع عميل سري للتقرب من المشتبه به، وبناء علاقة ثقة معه من الداخل، في خطوة هدفها مراقبته عن قرب ومنع وقوع الكارثة. ولمدة ستة أسابيع كاملة، التقى العميل بالشاب مرارًا في العاصمة، وادّعى أنه يشاركه الأهداف نفسها. وحتى يحافظ على مصداقيته، عرض عليه أسلحة غير حقيقية – خطوة وصفتها النيابة بأنها كانت ضرورية “لمنع المتهم من البحث عن شريك خطر يمتلك سلاحًا فعليًا”.

وخلال تلك اللقاءات، أدرك المحققون أن الشاب كان على قناعة تامة بأن الهجوم قادم لا محالة، وأنه يرى في العميل السري شريكًا حقيقيًا في التنفيذ. كما أظهرت التحقيقات أنه بدأ بشراء مكوّنات لصنع عبوة ناسفة، وأجرى تجارب أولية على تفجير مواد محلية الصنع.

وفي شباط/فبراير الماضي، وعندما قام الشاب بجولة استطلاعية مع العميل في كونغسترادغوردن، المكان الذي كان يخطط لاستهدافه، تحركت قوة التدخل الوطنية (NI) بسرعة خاطفة وألقت القبض عليه قبل أن يصل إلى المرحلة النهائية من التنفيذ.

وأوضح نائب المدعي العام هنريك أولين أن السلطات كانت حذرة للغاية حتى لا تُتهم بدفع المتهم نحو الجريمة، مؤكدًا أن الأدلة كانت واضحة على أنه يمتلك “النية والقدرة الأولية لتنفيذ هجوم إرهابي وشيك”. وأضاف: “العملية، على الأرجح، أنقذت السويد من هجوم خطير كان يمكن أن يوقع خسائر كبيرة”.

محتوى مرتبط:  العاصفة “إيمي” تشل الحياة في السويد'...

📍 المصدر: التلفزيون السويدي SVT