في مثل هذا اليوم قبل ثلاثين عاماً، وتحديداً في 17 نوفمبر 1995، استيقظ سكان منطقة فيتربيغدن (Vätterbygden) ومدينة يونشوبينغ على مشهد غير مسبوق: شوارع بيضاء بالكامل، سيارات مدفونة تحت الثلوج، ورياح عاتية جعلت التحرك شبه مستحيل. إنها “عاصفة القرن” التي ما زال أهل المدينة يتحدثون عنها حتى اليوم.
ليلة بدأت بهدوء وانتهت بكارثة
في مساء الخميس 16 نوفمبر، بدأت الثلوج تتساقط بهدوء، لكن خلال ساعات تحولت الأجواء إلى عاصفة ثلجية هوجاء. ومع حلول صباح الجمعة، غطّت الثلوج الطرق والمنازل بارتفاع تجاوز نصف متر في بعض المناطق المحيطة ببحيرة فيترن (Vättern)، فيما ساعدت الرياح القوية على تشكّل انجرافات ثلجية ضخمة غمرت أجزاء واسعة من المدينة.
مدينة مشلولة بالكامل
مع الفجر، وجد سكان يونشوبينغ أنفسهم في عزلة تامة: الكهرباء مقطوعة، المواصلات متوقفة، والطرق السريعة مغلقة. توقفت الحافلات والقطارات تماماً، وأُغلقت المدارس والمحال بعد أن عجز الطلاب والمعلمون عن الوصول إليها. حتى فرق الطوارئ واجهت تحدياً قاسياً، إذ كانت الرياح تعيد تراكم الثلوج بسرعة تفوق قدرة الجرافات على إزاحتها.
سباق مع الزمن لإنقاذ العالقين
قضت فرق الإنقاذ ساعات طويلة في محاولة الوصول إلى المنازل المعزولة في القرى والتلال المحيطة. بعض المركبات بقيت مدفونة تحت الثلوج لساعات قبل أن تُنقذ، فيما عملت شركات الكهرباء على مدار الساعة لإصلاح الأعطال وإعادة التيار تدريجياً إلى المناطق المتضررة.
ذكرى لا تُنسى ودروس باقية
استغرق الأمر أياماً قبل أن تستعيد المدينة إيقاعها الطبيعي، لكن العاصفة تركت أثراً عميقاً في الذاكرة الجماعية. فقد أصبحت “عاصفة 17 نوفمبر 1995” مثالاً يُدرّس في السويد على أهمية الجاهزية الشتوية، وأهمية التنسيق بين البلديات وخدمات الطوارئ لمواجهة الكوارث المناخية الكبرى.
المصدر: Jönköpings-Posten (jp.se)





