تحول مفاجئ في موقف حزب البيئة من الهجرة…

في خطوة غير مسبوقة، أعلن حزب البيئة السويدي (Miljöpartiet) عن تغييرات كبيرة في سياسته الخاصة بالهجرة واللجوء، بعد سنوات طويلة من تبنّيه مواقف منفتحة ومرحّبة بالمهاجرين. الإعلان جاء خلال مؤتمر الحزب المنعقد في مدينة فيستروس، وأثار نقاشاً واسعاً داخل الحزب نفسه، خصوصاً بين الجناح الشبابي المعروف بميله التقدمي.

نهاية شعار “العالم بلا حدود”

بحسب تقرير نشرته صحيفة Svenska Dagbladet، قررت قيادة الحزب حذف عبارة “عالم بلا حدود” من برنامجه السياسي، وهي العبارة التي لطالما شكّلت رمزاً لرؤيته الإنسانية والراديكالية تجاه قضية اللجوء.

النص الجديد المقترح يتحدث عن “سياسة لجوء إنسانية وعادلة، متوافقة مع القانون الدولي”، وهو ما اعتبره كثيرون انعطافة نحو خطاب أكثر تحفظاً. وتشمل التعديلات أيضاً إلغاء الإشارة إلى رفض الترحيل القسري ووقف منح الإقامات الدائمة التلقائية، مع التأكيد في الوقت نفسه على أن الإقامة الدائمة ينبغي أن تبقى القاعدة العامة، إضافة إلى الحفاظ على حق لمّ شمل العائلات.

الشباب الأخضر يهاجم القيادة

اتحاد الشباب في الحزب (Grön Ungdom) عبّر عن غضبه من هذه التغييرات في مقال رأي نشره موقع Altinget، واعتبر أن القيادة “تتجه نحو سياسة يمينية للهجرة” وتخسر روح الحزب الأصلية.
وجاء في المقال:

“لقد أصبح المهاجرون يُعاملون كأرقام ومشكلات، بدلاً من النظر إليهم كبشر يملكون قصصاً وأحلاماً يمكن أن تثري المجتمع السويدي.”

الشباب الأخضر حذروا أيضاً من أن تخلي اليسار عن لغته الإنسانية سيفتح الطريق أمام الخطاب اليميني المتشدد للهيمنة على النقاش العام.

رد القيادة: “لم نتخلّ عن قيمنا”

عضو اللجنة المركزية للحزب ماغنوس واهلين (Magnus P. Wåhlin) رفض هذه الانتقادات قائلاً لصحيفة SvD:

“ربما البعض يقرأ في النص أكثر مما هو موجود فعلاً. نحن لم نغيّر الاتجاه، بل نسعى لصياغة سياسة واقعية دون أن نفقد روحنا الإنسانية.”

ضغوط سياسية وراء التحول

يرى محللون أن هذه المراجعة تعكس ضغط المشهد السياسي المتغير في السويد، حيث تتزايد قوة الأحزاب اليمينية المطالِبة بتشديد سياسات الهجرة. وبينما تحاول قيادة حزب البيئة الظهور كقوة سياسية قادرة على المشاركة في الحكم، يخشى أنصارها من أن هذا التحول قد يُضعف هوية الحزب التقدمية التي ميّزته لعقود.

التحول الجديد قد يكون نقطة فاصلة في تاريخ الحزب، بين من يراه تكيّفاً واقعياً مع الزمن، ومن يعتبره تنازلاً عن المبادئ التي وُلد منها.

المصدر: Svenska Dagbladet

محتوى مرتبط:  السويد تعتمد أكبر إصلاح لقوانين حماية البيانات منذ عقود…