سياسي سويدي وممرض يُحذّر: المرضى في السويد عاجزون عن شراء أدويتهم!

في مشهدٍ مؤلم يلخّص واقع الضغوط الاقتصادية على النظام الصحي السويدي، نشر السياسي والممرض جوناس ليندبرغ من حزب اليسار (V) مقطع فيديو أثار تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل، تحدّث فيه عن مريض في قسم الطوارئ كاد أن يفقد حياته لأنه لم يتمكّن من شراء أدويته الضرورية.

ليندبرغ، الذي يعمل في الطوارئ، قال إن الرجل تأخّر أكثر من أسبوعين عن تناول أدوية القلب بسبب عجزه المالي، ما جعله يصل إلى المستشفى في حالة خطرة. وأوضح أن ما حدث ليس استثناءً، بل جزء من واقعٍ يتفاقم منذ قرار الحكومة رفع الحد الأقصى لتكاليف الأدوية في يوليو 2025 من 2900 إلى 3800 كرونة سنوياً، أي أن المريض يجب أن يدفع هذا المبلغ بنفسه قبل أن يبدأ بالحصول على الدعم التدريجي من الدولة.

ويشير ليندبرغ إلى أن هذه الزيادة “دفعت الكثيرين من ذوي الأمراض المزمنة إلى الاختيار بين شراء الدواء أو دفع فواتيرهم الأساسية”، مضيفاً أن بعض المرضى أصبحوا “يجمعون العلب لإعادة تدويرها” من أجل الحصول على المال الكافي لشراء علاجهم.

الحكومة من جانبها تبرّر القرار بأنه خطوة ضرورية للحفاظ على استدامة التمويل العام في ظل ارتفاع تكاليف الدعم الصحي. غير أن معارضيها، وعلى رأسهم حزب اليسار، يرون أن هذه السياسة تضرّ بالفئات الأضعف وتؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة الضغط على أقسام الطوارئ والعناية المركزة بسبب تفاقم الحالات المرضية التي لم تُعالج في الوقت المناسب.

ليندبرغ أكّد في حديثه أن العاملين في القطاع الصحي يعيشون “صراعاً أخلاقياً” يومياً عندما يرون المرضى يعانون بسبب الفقر، مضيفاً أنه شخصياً اضطر في بعض المرات إلى مساعدة المرضى من ماله الخاص — وهو تصرف إنساني لكنه يعكس فشل المنظومة، حسب قوله.

محتوى مرتبط:  ضبط 47 كيلوغراماً من الحشيش في حقائب سويدي عائد من تايلاند!

ويختتم ليندبرغ رسالته بدعوة الحكومة إلى إعادة النظر في سياسات الدعم الدوائي، مشيراً إلى أن “السويد لا يمكن أن تُعرف كدولة رفاه حقيقية، بينما يُترك الناس فيها يمرضون لأنهم لا يملكون ثمن الدواء”.

المصدر: تصريحات جوناس ليندبرغ وتصريحات رسمية نُشرت عبر وكالة الأنباء السويدية TT.