تواصلت تداعيات الجدل الذي فجرته صحيفة أفتونبلادت حول الحفلة الخاصة التي أقامتها ابنة رئيس الوزراء أولف كريسترشون في مقر الإقامة الرسمي “هاربسوند”، لتتحول القضية إلى مصدر انقسام داخل حزب المحافظين بين مؤيدين لزعيم الحزب وداعمين له، وآخرين يرون أن أسلوب إدارة الأزمة كان “غير موفق”.
داخل الحزب، وصف بعض الأعضاء المقالة بأنها “تافهة ولا تستحق الرد”، داعين إلى ضبط النفس وتجنب الدخول في سجالات إعلامية. وقال أحدهم في تصريح نقله التلفزيون السويدي SVT: “أفضل إدارة للأزمات هي التزام الصمت”.
لكن في المقابل، اعتبر آخرون أن الانتقادات الموجهة إلى رئيس الوزراء ليست مبالغاً فيها. وقال عضو مخضرم في الحزب: “ليس كل ما هو قانوني مناسب سياسياً”.
دعم علني من وزراء الحكومة
في خضم الجدل، خرج عدد من كبار الوزراء لدعم كريسترشون علناً. فكتب وزير العدل غونار سترومر على منصة X: “منزل دافئ ومنفتح، جميع القواعد محترمة. ما يستحق الاحترام لا يستحق حملة مطاردة”. كما أبدى وزير شؤون الأسواق المالية نيكلاس فيكمان موقفاً مماثلاً، في إشارة إلى تماسك القيادة العليا للحزب.
انتقادات لإدارة الأزمة
في المقابل، انتقد بعض الأعضاء ردود الفعل الرسمية التي اعتبروها “مبالغاً فيها”، معتبرين أنها أضرت بصورة الحزب أكثر مما أفادته. وأشاروا إلى أن المحافظين انخرطوا مؤخراً في عدة نزاعات إعلامية، من بينها الخلاف مع رؤساء تحرير أفتونبلادت وداغنس نيهيتر، إضافة إلى التوتر الأخير مع محطة SVT بعد مناظرة “أجندة”.
وقال أحد نواب الحزب: “من المهم ألا نستسلم للضغط، لكن هناك خطر أن يظهر الحزب وكأنه يقضي وقته في الجدال مع الإعلام بدلاً من معالجة مشاكل المواطنين”.
صمت أم تصعيد؟
برلمانيون آخرون دعوا إلى التهدئة، معتبرين أن “الصمت كان سيجعل العاصفة تمر بسرعة”. فيما رأى آخرون أن الهجوم الإعلامي جعل صفوف الحزب تتماسك أكثر حول زعيمه.
وقال مصدر من داخل الحزب: “عندما تهاجم صحيفة كبرى مثل أفتونبلادت رئيس الوزراء، يتوحد كثيرون في الحزب خلفه كرد فعل طبيعي”.
وهكذا، تحولت “حفلة هاربسوند” من قصة رمزية عن حدود استخدام المقرات الحكومية لأغراض شخصية، إلى اختبار سياسي حقيقي داخل حزب المحافظين حول كيفية إدارة الأزمات: هل بالمواجهة العلنية أم بالصمت الاستراتيجي؟
المصدر: SVT





