شهد الوقود الحيوي HVO100 في السويد نموًا غير مسبوق خلال عام واحد فقط، وفق تقرير جديد صادر عن هيئة الطاقة السويدية (Energimyndigheten)، حيث تضاعف استهلاكه من 240 مليون لتر في عام 2023 إلى نحو 456 مليون لتر في 2024. ورغم أن الرقم لا يزال محدودًا مقارنةً بإجمالي استهلاك الديزل التقليدي، إلا أن الزيادة تمثل خطوة ملموسة نحو تقليص الانبعاثات الكربونية في قطاع النقل.
يُنتج وقود HVO100 من مخلفات الدهون الحيوانية والزيوت النباتية وحتى الحمأة الناتجة عن محطات الصرف الصحي، ما يجعله خيارًا صديقًا للبيئة قادرًا على خفض التأثير المناخي بأكثر من 80٪ مقارنة بالديزل الأحفوري.
الارتفاع في الاستهلاك جاء أساسًا من شركات النقل العام والشاحنات وسيارات الأجرة، بينما بدأ اهتمام محدود من سائقي السيارات الخاصة يظهر رغم ارتفاع الأسعار.
وقال ماتِّياس غولدمان، الرئيس التنفيذي لمنظمة 2030-sekretariatet:
“الكثيرون بدأوا يتحملون المسؤولية وينتقلون من الوقود الأحفوري إلى المتجدد، وهذه بداية التغيير الحقيقي.”
وأشار غولدمان إلى أن انبعاثات النقل لا تزال مرتفعة، لكنها لم تعد تتزايد كما في السابق، واصفًا ذلك بأنه “بداية انعطافة إيجابية بعد صدمة عام 2024”.
لكن وزيرة المناخ رومينا بورموختاري من حزب الليبراليين أكدت أن الحكومة لن تقدم أي دعم مالي أو تخفيضات على أسعار الوقود الحيوي، موضحة أن قوانين الاتحاد الأوروبي الخاصة بالمساعدات الحكومية لا تسمح بذلك حاليًا.
وقالت الوزيرة:
“لقد فحصنا جميع الاحتمالات لإيجاد استثناء، لكن لا يوجد أي خيار متاح في الوقت الحالي.”
ورغم أن الديزل الأحفوري ما زال يُستهلك بكميات تفوق HVO100 بعشرة أضعاف، إلا أن الفارق السعري — الذي يتراوح بين 3 و5 كرونات للتر الواحد — يظل العائق الأكبر أمام انتشار الوقود الحيوي على نطاق واسع بين السائقين الأفراد.
وختم غولدمان بقوله:
“يجب أن يكون من السهل والمجدي اقتصاديًا أن يفعل الناس الشيء الصحيح. على السياسيين أن يمهّدوا الطريق أمام من يريدون أن يكونوا جزءًا من الحل.”
المصدر: SVT
