مالمو تدعو سكانها لقول “مرحبًا”: حملة جديدة لبناء الثقة بين الجيران في أوقات الأزمات

في مبادرة إنسانية تحمل طابعًا وطنيًا واجتماعيًا، أطلقت بلدية مالمو حملة جديدة بعنوان “قل مرحبًا” (Säg hej)، تهدف إلى تعزيز روح التضامن والتعاون بين الجيران، خصوصًا في ظل ازدياد النقاش حول أهمية الترابط المجتمعي خلال الأزمات والكوارث المحتملة.

ورغم أن الحملة انطلقت تزامنًا مع أسبوع الاستعداد الوطني (Beredskapsveckan)، إلا أن البلدية أكدت استمرارها لفترة أطول، في محاولة لترسيخ ثقافة التواصل اليومي كوسيلة لرفع “الجاهزية المجتمعية” في أوقات الشدّة.

تقول لينا رينبيريغ، منسقة الطوارئ في مالمو:

“المسألة ليست مجرد مجاملة اجتماعية، بل خطوة حقيقية نحو بناء مجتمع متماسك يعرف فيه الناس بعضهم. عندما تنشأ المعرفة والثقة، يصبح تقديم المساعدة أو طلبها أمرًا طبيعيًا أثناء الأزمات.”

أرقام مقلقة عن ضعف التواصل
وفق دراسة أجرتها شركة Kantar-Sifo، فإن أكثر من 51% من السويديين المقيمين في شقق لا يتحدثون مع جيرانهم إطلاقًا، بينما يرى ربع المشاركين تقريبًا أن التواصل أصبح أصعب مما كان عليه قبل عشر سنوات. ومع ذلك، تؤكد رينبيريغ أن التضامن لا يزال حاضرًا، لكنه يحتاج إلى دفعة صغيرة ليظهر بوضوح:

“في الأزمات، يُظهر الناس أفضل ما لديهم، حتى وإن بدت الصورة العامة عكس ذلك.”

الثقة… أساس الصمود
توضح بلدية مالمو أن الهدف من الحملة لا يقتصر على امتلاك الإمدادات الأساسية كالماء والطعام، بل يشمل أيضًا تعزيز “المرونة الاجتماعية” من خلال بناء الثقة بين الأفراد، خاصة في ما يُعرف بـ“المنطقة الرمادية” — وهي الحالات التي يصعب فيها التمييز بين الأزمات الحقيقية ومحاولات التضليل الإعلامي.

وتضيف رينبيريغ:

“عندما نبرز القصص الإيجابية عن الناس الذين ساعدوا بعضهم، فإننا نحصّن المجتمع من الخوف ونقوّي مناعته أمام محاولات زعزعته.”

وتختتم الحملة دعوتها برسالة بسيطة لكنها مؤثرة:
ابدأ بخطوة صغيرة… قل “مرحبًا” لجارك اليوم.

محتوى مرتبط:  آخر نسمات الصيف… عطلة دافئة تسبق عودة الخريف إلى السويد

📎 المصدر: TV4