تحوّلت قصة مالية غريبة في مالمو إلى قضية جنائية، بعدما وجدت صاحبة مقهى صغير نفسها في قلب عاصفة قانونية إثر استلامها مبلغًا ضخمًا عن طريق الخطأ.
في ديسمبر 2021، أرسلت جمعية محلية 3 ملايين و37 ألف كرون لشركة البناء Peab مقابل مشروع مواقف سيارات. لكن خطأ في إدخال رقم الحساب البنكي حوّل المبلغ إلى حساب مقهى متواضع في المدينة.
صاحبة المقهى لم تتردد طويلًا، إذ حوّلت 2.5 مليون كرون إلى حساب توفير شخصي، وصرفت جزءًا من الأموال في مشتريات مختلفة. وعندما بدأت المطالبات بالاسترداد، أعادت 2.5 مليون كرون في يناير 2022، لكنها لم تُعد ما تبقى من المبلغ، أي نحو 537 ألف كرون، وهو ما يشكل جوهر القضية التي تنظر فيها حاليًا محكمة مالمو الابتدائية.
المدعية العامة تعتبر أن السيدة تصرفت بوعي، مشيرة إلى أن طريقة تحويل الأموال وإعادة جزء منها فقط يثبت أنها كانت تعلم أن المبلغ لا يخصها، فيما يؤكد الدفاع أن إعادة معظم الأموال دليل على حسن النية، نافياً وجود جريمة متعمدة.
الأمر ازداد تعقيدًا مع إعلان إفلاس المقهى لاحقًا. شركة التأمين Länsförsäkringar، التي غطت خسارة الجمعية، دخلت الآن طرفًا في القضية مطالبة باسترداد المبلغ المتبقي.
الأدلة تشمل فواتير Peab، وكشوفات بنكية تثبت التحويل الخاطئ، ورسائل نصية وإلكترونية تطالب بالسداد، إضافة إلى شهادات من أعضاء مجلس إدارة الجمعية ومحامين حول كيفية اكتشاف الخطأ.
القضية لم تُحسم بعد، لكنّها تكشف كيف يمكن لخطأ حسابي بسيط أن يغيّر مصير أشخاص وشركات، ويحوّل مقهى متعثرًا إلى محور نزاع بملايين الكرونات.