“شتاء الذئاب” يلوح في الأفق…

رغم أن الخريف لم يبدأ فعليًا، إلا أن خبراء المناخ يرفعون رايات التحذير من شتاء استثنائي قد يضرب السويد وشمال أوروبا بقسوة غير معتادة. التوقعات المبكرة تشير إلى أن القارة العجوز قد تستعد لموجات برد طويلة وعواصف ثلجية كثيفة، فيما وصفه الباحثون بـ “الشتاء الذئبي” (vargavinter).

السبب الرئيسي وراء هذه المخاوف يكمن في الدوامة القطبية، وهي كتلة ضخمة من الهواء البارد تدور فوق القطب الشمالي في طبقة الستراتوسفير. عادةً ما تبقى هذه الدوامة قوية وتمنع الهواء البارد من الانحدار جنوبًا. لكن هذا العام، تُظهر البيانات أن استقرارها أضعف من المعتاد، ما يفتح المجال لتدفق الصقيع نحو أوروبا.

وليس ذلك فحسب، فالتجارب السابقة تؤكد خطورة الأمر. ففي فبراير الماضي، شهد العالم انهيار الدوامة القطبية بعد ظاهرة “الاحترار المفاجئ للستراتوسفير” (SSW)، وهو ما تسبب بعواصف ثلجية عارمة عبر الولايات المتحدة وأجزاء واسعة من أوروبا.

إلى جانب هذا العامل، هناك تأثيرات من المحيط الهادئ. ظاهرة لانينيا، التي تتمثل في برودة غير طبيعية لمياه المحيط، تزيد احتمالية حدوث اضطرابات جوية تؤدي إلى انهيار الدوامة. كما أن التذبذب شبه ثنائي السنوات (QBO) في الرياح العليا يعزز فرص زعزعة استقرارها.

ومع أن هذه التوقعات لا تزال مبكرة، إلا أن المؤشرات المناخية الحالية توحي بأن شتاء 2025/2026 قد يكون من أكثر المواسم قسوة في السنوات الأخيرة، مع صقيع ممتد وثلوج كثيفة قد تُعيد إلى الذاكرة أشهر “الشتاءات الذئبية” التي عاشها سكان الشمال الأوروبي.

المصدر: Dagens PS

محتوى مرتبط:  حزب SD يثير الجدل في هوربي بسبب مقبرة المسلمين