الشتائم أمام القضاء السويدي: بين الإدانة والبراءة والجدل حول حرية التعبير

منذ أن دخل القانون الجديد حيّز التنفيذ في يوليو الماضي، تغيّرت طريقة تعامل المحاكم السويدية مع الشتائم الموجّهة إلى الشرطة والموظفين العموميين. فالكلمة التي قد تُقال في لحظة غضب أصبحت اليوم سبباً للغرامة أو حتى السجن لمدد تصل إلى ستة أشهر.

أولى القضايا تحت المجهر

إحدى أبرز القضايا التي أثارت النقاش تعود إلى حادثة في غوتنبرغ، حيث وصف رجل شرطية بلفظ مسيء، فاعتبرت المحكمة ذلك إهانة واضحة وأدانته. ومنذ ذلك الوقت، توالت القضايا في مختلف أنحاء البلاد.

في أغسطس مثلاً، أدانت محكمة شاباً في السادسة عشرة بعدما نعت شرطياً بعبارة نابية ذات طابع جنسي، وحُكم عليه بدفع 30 يوماً من الغرامات اليومية.
وعلى النقيض، حصل رجل مسن تجاوز السبعين على البراءة بعد أن شتم شرطية بألفاظ قاسية وهو في حالة سُكر شديد ويعاني من آلام جسدية، إذ رأت المحكمة أن الهدف لم يكن إهانة مباشرة.

قائمة غريبة من الشتائم

المثير أن المحاكم لم تتعامل فقط مع الألفاظ البذيئة المعتادة، بل وصلت إليها قضايا تضمنت أوصافاً مثل “hobbit”، “غبي”، و”شرطي مزيف”، إضافة إلى عبارات هجينة تسخر من المظهر الخارجي. صحيفة Göteborgs-Posten أشارت إلى أن أكثر الكلمات شيوعاً في البلاغات ما تزال “hora” (عاهرة) و”fitta” (عضو أنثوي)، لكن أي كلمة جارحة يمكن أن تُعتبر جريمة إذا وُجهت لشخص بعينه.

أمثلة من المحاكم السويدية

• رجل في كارلسكوغا صاح في وجه الشرطة: “نازيون” و”عنصريون”.

• امرأة في ألينغسوس اتُهمت بإهانة شرطية بكلمة “عاهرة”.

• رسالة إلكترونية في كريستيانستاد تضمنت وصفاً مسيئاً لقاضٍ.

• رجل في شينسكاتيبيرغ شتم الشرطة بعبارات جنسية فجة.

• وفي أوريبرو، نُسبت لامرأة أوصاف مثل “مستغل للسلطة” و”معتدي على النساء”، وحُكم عليها بالسجن عامين بعد إدانتها أيضاً بالسرقة والمخدرات.

جدل لا ينتهي

النقاش القانوني لا يتوقف عند قاعات المحاكم. خبراء أشاروا إلى أن تحديد ما إذا كانت الكلمة إهانة جنائية مسألة نسبية، إذ يختلف الأمر من موظف لآخر. الخبير نيلس فونكه أوضح:
“بعض الموظفين يتحملون أكثر، وآخرون يتأثرون بسرعة، وهذا ما يجعل رسم الحدود صعباً.”

القانون الجديد يعكس رغبة السلطات في حماية موظفي الدولة من الإهانات المتزايدة، لكنه في المقابل يفتح الباب واسعاً أمام نقاش حول التوازن بين حماية الكرامة وحدود حرية التعبير في السويد.

المصدر: TV4