في حادثة غريبة أثارت موجة غضب وسخرية في آنٍ واحد، وجد عدد من سكان الضواحي السويدية أنفسهم مضطرين لدفع غرامات باهظة تصل إلى 1300 كرونة لمجرد أن سياراتهم كانت متوقفة أمام منازلهم، مع عجلتين فوق العشب!
القصة التي وصفتها وسائل الإعلام بأنها “رمز جديد للبيروقراطية المفرطة”، دفعت حزب الليبراليين (Liberalerna) إلى التحرك رسميًا داخل البرلمان للمطالبة بتعديل القانون، بحيث يُسمح للسكان بركن سياراتهم جزئيًا فوق التراب أو العشب طالما لا يعيق ذلك حركة المرور أو يشكل خطرًا على الآخرين.
“إرهاب إداري” ضد المواطنين
غونار نوربيري، أحد المتضررين، عبّر عن غضبه لقناة TV4 قائلاً:
“إنها إرهاب رسمي! لم أرَ شيئًا كهذا في حياتي خلال أربعين عامًا من العيش هنا.”
أما المواطن أندرس أوستربيري فتعرض لموقف أكثر عبثية: بعد أن اصطدم لص بسيارته وسحبها نحو الرصيف، جاءت الغرامة بتهمة “الركن في منطقة عشبية” رغم وضوح الحادث في التقرير!
خمس أضعاف المخالفات خلال عام
الإحصاءات تشير إلى تصعيد غير مسبوق، إذ ارتفعت مخالفات “الركن على العشب” في بلدية هودينغه إلى خمسة أضعاف خلال عام واحد فقط.
عضو المجلس المحلي كارل أوتو إنغبرغ (L) وصف الوضع بأنه “مطاردة غير منطقية للمواطنين الملتزمين”، داعيًا إلى إنهاء عقد البلدية مع شركة المراقبة الخاصة التي “تبحث عن المخالفات السهلة بدلاً من مواجهة مواقف أخطر فعلاً”.
البلدية ترد: القانون واضح
من جانبه، دافع إزفين زيليتش، مدير قسم البيئة الحضرية في البلدية، عن تطبيق القانون قائلاً:
“القانون لا يسمح بالركن على أي أرض تُعد طبيعية، مثل العشب أو الأرصفة أو المسارات الخضراء.”
وأضاف ساخرًا:
“إذا كان منطق الناس هو أن ما كان مسموحًا سابقًا يجب أن يبقى كذلك، فهل يعني ذلك أن خرق القانون يصبح مقبولًا طالما لم يُكتشف؟”
السويديون منقسمون
على مواقع التواصل، انقسم الرأي العام بين من يرى أن القوانين السويدية باتت تخنق الحياة اليومية وتُضخّم التفاصيل الصغيرة، وبين من يعتقد أن الالتزام الصارم بالنظام ضرورة “حتى لو كان العشب أمام بيتك”.
المصدر: TV4