شهدت شركة ساب السويدية في الأشهر الأخيرة موجة توسّع استثنائية في سوق الصناعات الدفاعية، وسط سباق عالمي محموم نحو تعزيز القدرات العسكرية. صادرات الدفاع السويدية تضاعفت تقريباً خلال عامين، في مؤشر على تحوّل جدي في مكانة التكنولوجيا العسكرية السويدية على الساحة الدولية.
غواصات جديدة تغيّر قواعد اللعبة
في خطوة عسكرية لافتة، أعلنت بولندا شراء ثلاث غواصات من طراز A26 بقيمة تقارب 26 مليار كرون، لتصبح هذه الصفقة الأكبر في تاريخ ساب منذ ضمّها قطاع الغواصات الألماني عام 2014. سيتم تصنيع الغواصات في كارلسكرونا، وتعد من أكثر النماذج تقدماً لعمليات بحر البلطيق.
وفي سياق متصل، عززت ليتوانيا دفاعاتها عبر توقيع عقد لاقتناء نظام Mshorad المتخصص بإسقاط التهديدات منخفضة الارتفاع، وعلى رأسها الطائرات المسيّرة، وذلك مقابل 1.4 مليار كرون.
قفزة غير مسبوقة في صادرات الدفاع
من 15 مليار كرون في 2022 إلى 29 ملياراً خلال العام الماضي… قفزة يرى الخبراء أنها انعكاس مباشر للتوترات الدولية المتزايدة. الباحث العسكري هانس ليفونغ يصف منتجات السويد بأنها “جاهزة وفعّالة وبتكلفة أقل” مقارنة بالبدائل الكبرى، وهو ما يجعلها الخيار المفضل لدول تبحث عن حلول سريعة وفعّالة ضمن ميزانيات معقولة.
Gripen… الطائرة التي تخطف الأنظار عالمياً
تتسع دائرة الاهتمام الدولي بمقاتلة JAS 39 Gripen E بوتيرة متسارعة:
-
أوكرانيا تبحث شراء ما يصل إلى 150 طائرة.
-
تايلاند اقتنت أربع طائرات وتتطلع لشراء 12 إضافية.
-
كولومبيا أعلنت نيتها شراء 17 طائرة.
-
بيرو تستعد للإعلان عن صفقتها قريباً.
كما بدأت دول مثل كندا والبرتغال والفلبين بتقييم الخيار السويدي بجدية، بعد أن كان البديل الأمريكي هو الخيار الأول لسنوات طويلة.
السر؟ السعر المنافس دون التضحية بالقوة والتقنية.
إلى أين تتجه البوصلة السويدية؟
تبدو الغواصة A26 الخيار الأنسب لبولندا بفضل تصميمها المخصص لبيئة بحر البلطيق، بينما ارتفعت قيمة أنظمة Mshorad في ظل الانتشار الواسع للطائرات المسيّرة في النزاعات الحديثة.
لكنّ أبرز التحولات يأتي من الصفقات الضخمة مع أوكرانيا هذا العام، والتي عكست تحولاً سياسياً واضحاً في نظرة السويد لتصدير السلاح إلى الدول القريبة منها جغرافياً.
ومع ذلك، تبقى المفارقة حاضرة:
الإمارات العربية المتحدة ما تزال أكبر مستورد للسلاح السويدي، رغم أنها دولة غير ديمقراطية. يوضح ليفونغ أن هذه الاتفاقيات جرى إبرامها في فترة سابقة حين كانت الشركات السويدية تبحث عن أسواق بعيدة لإبقاء خطوط الإنتاج فعّالة—وهو أمر ربما لم تكن لتختاره اليوم مع ازدهار الطلب الإقليمي.
في ظل هذا المزيج من التوسع الصناعي، وتغيّر الموازين الجيوسياسية، وارتفاع الطلب العالمي، تبدو ساب في واحدة من أكثر مراحلها قوة منذ عقود، وسط سوق دفاعي عالمي ينقلب رأساً على عقب.
المصدر: TV4





