في واحدة من أغرب قضايا الفساد الإداري بالسويد، تواجه موظفة سابقة في بلدية سولنا (Solna kommun) تهماً بالاختلاس والتلاعب المالي بعد أن حوّلت أكثر من 18 مليون كرونة سويدية من أموال البلدية إلى حساباتها الخاصة على مدى أربع سنوات متتالية.
التحقيقات، التي قادها الادعاء العام، كشفت أن المرأة، وهي في الستينات من عمرها وتشغل منصباً مسؤولاً في الشؤون المالية، نفذت 179 عملية تحويل مالي بين عامي 2019 و2024. جرى تحويل الأموال أولاً إلى حساباتها الشخصية، قبل أن تقوم بإرسال مبالغ ضخمة إلى جهات وأشخاص آخرين لم تُكشف هويتهم بعد.
المدعية العامة سوزان أوبوم وصفت القضية بأنها “خيانة أمانة جسيمة”، مشيرة إلى أن عمليات التحويل جرت بأسلوب محاسبي بالغ الدقة والتعقيد، ما جعل اكتشافها يستغرق سنوات. وأضافت أن “الطريقة التي تم بها إخفاء التحويلات داخل السجلات المالية تعكس معرفة عميقة بالأنظمة الداخلية للبلدية”.
لكن المفاجأة الكبرى جاءت في تبرير المتهمة لما حدث؛ إذ ادّعت خلال التحقيقات أنها كانت ضحية لعملية احتيال عاطفي، وقالت إنها أقدمت على تحويل الأموال بعد أن وقعت في علاقة عاطفية مزيفة مع شخص استغلها عاطفياً ومالياً.
ورغم فتح تحقيق مبدئي حول هذه المزاعم، إلا أن السلطات السويدية لم تجد أي دليل يدعم روايتها، كما لم تتمكن من تحديد أي شخص مشتبه به يقف خلف هذا “الاحتيال العاطفي” المزعوم.
يُذكر أن هذا النوع من الاحتيال، المعروف باسم “Romance Scam”، يعتمد على بناء علاقة عاطفية عبر الإنترنت لاستغلال الضحية مادياً. ومع أن هذه الحالات ازدادت في السنوات الأخيرة، إلا أن الادعاء يرى أن هذه القضية مختلفة تماماً من حيث الحجم والمسؤولية العامة التي كانت تتحملها المتهمة.
القضية أثارت موجة من الجدل داخل الأوساط السويدية، حيث طالب العديد من السياسيين بتشديد الرقابة على الشؤون المالية في البلديات لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
المصدر: دال ميديا / الادعاء العام السويدي (Åklagarmyndigheten)






