إعادة تشغيل كاملة لبرنامج الصحافة في جامعة ستوكهولم…

في تطور مفاجئ يطال أحد أكثر البرامج الدراسية شهرة في السويد، قررت جامعة ستوكهولم وقف قبول الطلبة في برنامج الصحافة بدءاً من خريف 2026، بعد أن كشفت مراجعة خارجية عن ثغرات عميقة في الأساس العلمي للبرنامج، الأمر الذي دفع الجامعة لاتخاذ قرار يشبه “إعادة البناء من الصفر”.

لطالما كان البرنامج، المعروف سابقاً باسم JMK، بوابة أساسية لعشرات الأجيال من الصحفيين الذين شغلوا مواقع مهمة في المؤسسات الإعلامية المحلية. ورغم هذا الإرث الطويل، جاء التقرير الخارجي ليشير بوضوح إلى أن النجاح المهني للبرنامج لا يقابله توازن أكاديمي كافٍ، خصوصاً فيما يتعلق بتأهيل الطلبة للدراسات العليا والبحث العلمي.

المراجعة أوضحت أن الجانب العلمي في البرنامج يأتي متأخراً جداً ضمن الخطة الدراسية، وهو ما يؤدي إلى وصول الطلاب إلى سنتهم الأخيرة دون أساس متين في التفكير البحثي. وتُظهر الإحصاءات كذلك أن واحداً فقط من كل أربعة طلاب يختار إعداد بحث علمي في الفصل النهائي، بينما يفضل الباقون تنفيذ مشاريع صحفية تطبيقية، ورغم أن بعضها يجد طريقه للنشر في وسائل إعلام كبرى، إلا أنها لا تحقق متطلبات شهادة البكالوريوس وفق المعايير الوطنية.

إثر هذه الانتقادات، أكدت الجامعة في رسالة موجهة للطلبة، نقلها المدير الدراسي جيمي بيترشون، أن إصلاح البرنامج “يحتاج إلى وقت”، وأن الجامعة تستهدف استقبال دفعة جديدة عام 2027 بعد إعادة هيكلة جذرية تضمن ترسيخ المحتوى العلمي. ومن المتوقع أن تتضمن الصيغة الجديدة إلزام جميع الطلبة بكتابة أطروحة بحثية كاملة، ما يمنح البرنامج قدرة مزدوجة: إعداد صحفيين قادرين على العمل الميداني، وباحثين مهيئين للدراسات العليا.

الخطوة تفتح نقاشاً أوسع حول مستقبل التعليم الإعلامي في السويد، وضرورة الجمع بين المهارة المهنية والقاعدة الأكاديمية في وقت تتغير فيه متطلبات المهنة بوتيرة غير مسبوقة.

محتوى مرتبط:  طلقة طائشة تخترق منزلاً في ستوكهولم بعد محاولة صيد فاشلة

المصدر: SVT