حطّت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبيري ورفاقها اليوم في مطار أرلاندا بالعاصمة ستوكهولم، بعد رحلة طويلة بدأت من إسرائيل مرورًا بأثينا، حيث جرى ترحيلهم عقب احتجازهم خلال مشاركتهم في “قافلة الصمود” البحرية المتجهة إلى غزة.
“إبادة تُبثّ على الهواء مباشرة”
عند وصولها إلى أثينا أمس الاثنين، ألقت تونبيري خطابًا مؤثرًا في المطار، تحدّثت فيه عن المأساة الإنسانية في غزة وما تعرّض له النشطاء خلال اعتقالهم. وقالت:
“تجري إبادة جماعية أمام أعيننا، تُبث مباشرة. لا يمكن لأحد أن يدّعي أنه لا يعلم ما يحدث”.
وطالبت الحكومات الأوروبية بوقف دعمها العسكري لإسرائيل وممارسة “ضغوط حقيقية لوقف نقل الأسلحة”، معتبرة أن “الصمت تواطؤ”.
احتجاز في ظروف قاسية
بحسب منظمات حقوقية، احتُجزت تونبيري وعدد من النشطاء في سجن كيتسعوت الصحراوي في النقب، الذي يوصف بأنه “جحيم في الصحراء” بسبب ظروفه القاسية ودرجات الحرارة المرتفعة.
محاميتها سهاد بشارة قالت إن موكلتها “لم تُعامل بشكل جيد”، لكنها “ما زالت قوية ومتماسكة رغم كل ما مرت به”.
ونقلت وكالة الأنباء السويدية TT أن تونبيري تعرضت أثناء الاحتجاز لسحب شعرها وإجبارها على تقبيل العلم الإسرائيلي، وهي رواية نفتها السلطات الإسرائيلية ووصفتها بأنها “دعاية كاذبة”.
موقف رسمي سويدي
وزيرة الخارجية ماريا مالمر ستينرغارد أكدت أن الحكومة “تتابع القضية عن كثب”، وقالت في تصريح صحفي:
“اطلعنا على مزاعم حول معاملة مهينة، وإذا صحت فهي أمر خطير للغاية”.
وأضافت أن السفارة السويدية تعمل على ضمان سلامة النشطاء وتأمين الرعاية الطبية والمياه والغذاء لهم.
أما رئيس الوزراء أولف كريسترشون فقال إن الحكومة “لن تقبل بإهانة أي مواطن سويدي”، لكنه شدّد على ضرورة “التحقق من الحقائق قبل إصدار أي موقف نهائي”.
ما هي قافلة “الصمود”؟
انطلقت القافلة في 31 أغسطس 2025 من مدينة برشلونة الإسبانية، وضمّت في مرحلتها الأولى نحو 20 إلى 22 قاربًا تقلّ حوالي 300 ناشط من أكثر من 40 دولة. لاحقًا انضمت قوارب أخرى من إيطاليا وتونس، ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 40 سفينة تقل نحو 500 مشارك.
شارك في الحملة نشطاء سويديون، من بينهم غريتا تونبيري، إضافة إلى شخصيات سياسية وحقوقية من أوروبا وأمريكا اللاتينية.
وفي الفترة بين 1 و3 أكتوبر، اعترضت البحرية الإسرائيلية القافلة في المياه الدولية، واعتقلت 462 شخصًا نُقلوا جميعًا إلى سجن “كيتسعوت” الصحراوي.
هدف القافلة كان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وكسر الحصار المفروض عليها منذ سنوات، في إطار مبادرة نظّمتها حركة Global Movement to Gaza الدولية.
📌 المصدر: وكالة الأنباء السويدية TT.