في وقتٍ تواجه فيه السويد نقصاً في الأيدي العاملة في قطاعات حيوية، تكشف دراسة حديثة عن مشكلة مقلقة تتفاقم بصمت: التمييز ضد كبار السن في بيئات العمل.
بحسب استطلاع أجرته مؤسسة Novus لصالح شركة التأمين والمعاشات SPP، فإن واحدًا من كل أربعة سويديين يخشى أن يُهمَّش أو يُجبر على ترك وظيفته بسبب العمر، بينما يرى كثيرون أن فرص العمل بعد سن الأربعين تتقلص بشكل حاد.
الخبيرة الاقتصادية في SPP، شوكه أورمان، تحذر من خطورة هذا الاتجاه، قائلة:
“إقصاء أصحاب الخبرة لا يضر الأفراد فقط، بل يضرب الاقتصاد بأكمله. كل من يُجبر على التقاعد المبكر يعني خسارة في الإنتاج والضرائب، إضافةً إلى الأثر النفسي المدمّر لشعور الإنسان بأنه لم يعد ذا قيمة.”
وتكشف الدراسة أن السويد هي الأسوأ في شمال أوروبا في توظيف من تجاوزوا الخامسة والخمسين، إذ يفضّل معظم أرباب العمل الفئة العمرية بين 30 و40 عامًا، فيما يُنظر إلى من هم فوق الخامسة والأربعين على أنهم “عبء مالي محتمل” أكثر من كونهم مصدر خبرة.
قصة بير بيرش (65 عامًا)، الموظف السابق في غرفة التجارة السويدية، تجسّد هذه المعضلة. يقول بيرش بأسى:
“عندما بلغت الخامسة والستين طُلب مني المغادرة ببساطة، رغم أنني كنت بصحة جيدة وأحب عملي. لم يُسمح لي بالاستمرار، وشعرت أن ذلك ظلم حقيقي.”
وتصف أورمان هذه الظاهرة بأنها تحوّل ثقافي خطير في المجتمع السويدي، موضحة:
“في السابق كانت الخبرة معياراً للقيمة، أما اليوم فقد أصبحت الشبابية رمزاً للكفاءة، وكأن الخبرة عبء وليست رصيداً.”
ويرى خبراء اقتصاديون أن على السويد إعادة النظر في مفهوم “العمر الوظيفي”، خصوصاً مع ارتفاع متوسط الأعمار ونقص الكفاءات في قطاعات مثل الرعاية الصحية والتعليم والبناء، مشيرين إلى أن تمديد فرص العمل بعد الستين قد يكون مفتاحاً لإنعاش سوق العمل والحفاظ على التوازن الديموغرافي.
المصدر: TV4