في خطوة وُصفت بأنها الأقرب إلى الضغط على زر قبل منتصف الليل، وجدت السويد نفسها هذا الأسبوع أمام خلل واسع قطع الطريق على عشرات الآلاف من الهواتف للوصول إلى رقم الطوارئ 112، بعد إغلاق شبكات الجيلين الثاني والثالث.
اللافت هذه المرة لم يكن فقط حجم الاضطراب، بل اعتراف هيئة البريد والاتصالات السويدية PTS بأنها لم تُحسن إدارة العملية كما يجب.
اعتراف غير مألوف
جوناس فيسيل، أحد رؤساء الأقسام في الهيئة، لم يُخفِ حقيقة ما جرى، قائلاً إن التعامل مع إغلاق الشبكات القديمة لم يكن على مستوى التوقعات:
«لقد أخفقنا جزئياً… وكان يمكننا فعل ذلك بشكل أفضل».
بداية القصة: قرار سريع… وتنفيذ أسرع
الهيئة أصدرت في 21 نوفمبر قراراً يُلزم شركات Tre وTelenor وTele2 بحظر مجموعة من أجهزة 4G التي تعتمد على شبكة 3G لإجراء مكالمات الطوارئ.
ورغم حساسية الموضوع، لم يُمنح وقت كافٍ لتنفيذ الإجراء أو لتحذير المستخدمين، إذ دخل الحظر حيّز التنفيذ خلال عشرة أيام فقط، ما ترك فجوة كبيرة في التواصل والتخطيط.
فيـسيل أقرّ بأن اتخاذ قرار بهذه السرعة ليس الطريقة المعتادة لعمل الهيئة، مؤكداً:
«نحتاج بلا شك إلى تخطيط أوضح وتعاون أفضل مع شركات الاتصالات».
الناس بين غضب وذهول
الشركات المتأثرة بالإغلاق كانت ثلاثاً من أصل أربع، بينما بقيت Telia خارج المشكلة لأنها لم توقف شبكتها القديمة بعد.
لكن الضرر طال الكثيرين، من بينهم كارين دانييلسون من يوتبوري، التي لم يمضِ على اقتنائها هاتفاً جديداً سوى أسبوعين قبل أن تجده عاجزاً تماماً عن الاتصال بالطوارئ.
وسائل الإعلام بدورها تلقّت مئات الرسائل الغاضبة من مستخدمين شعروا بأن كل شيء حدث دون إنذار كافٍ، وأن هيئة الاتصالات استعجلت خطوة كان يجب التحضير لها على نحوٍ أفضل بكثير.
من المسؤول؟
مع أن PTS هي الجهة المخوّل لها توقع المشكلات التقنية قبل وقوعها، خصوصاً وأن دولاً أخرى — مثل أستراليا — عانت من أزمة مشابهة، إلا أن فيسيل يشير إلى أن جزءاً من المسؤولية يقع أيضاً على شركات الاتصالات، التي لم تنبّه الهيئة خلال الاجتماعات المتتابعة، ولم تُبلغ عملاءها بأي خلل محتمل.
«إنها مسؤولية مشتركة»، على حد قوله.
المستهلكون يسألون: ما مصير حقوقنا؟
الآن، يدور سؤال كبير لدى المتضررين:
هل يمكن استبدال الهواتف أو استرجاع قيمتها بموجب قانون حماية المستهلك الذي يمنح فترة ضمان تصل إلى ثلاث سنوات؟
حتى اللحظة، لم تقدّم الهيئة إجابة واضحة، تاركة آلاف المستخدمين في حالة ضبابية جديدة لا تقل إرباكاً عن الخلل نفسه.
المصدر: SVT





