السويديون يهرعون لتخزين الطعام تحسباً للحرب: بين الخوف والاستعداد

يشهد المجتمع السويدي موجة غير مسبوقة من القلق دفعت الكثيرين إلى تخزين الطعام والمستلزمات الأساسية، مع تصاعد التحذيرات الرسمية من أن احتمال اندلاع حرب في أوروبا لم يعد بعيداً.

في معرض للتأهب المدني جنوب غرب ستوكهولم، تحدثت سيركا بيتريكوفسكا (71 عاماً) لوكالة الأنباء الفرنسية قائلة:
“اشتريت موقداً للتخييم، والتحقت بدورة لتعلّم حفظ الخضروات واللحوم والفواكه بطرق تجعلها صالحة لعقود من دون ثلاجة. جهّزت أيضاً بطانيات للتدفئة وموقد غاز وبعض المؤن في منزلي الريفي”.

أسبوع التأهب وعودة “الدفاع الشامل”

أواخر سبتمبر نظمت السويد أسبوعها السنوي للتأهب ضمن خطة “الدفاع الشامل”، وهي استراتيجية أعادت البلاد تفعيلها عام 2015 بعد ضم روسيا للقرم، ثم عززتها بعد غزو أوكرانيا عام 2022.
تعتمد هذه الخطة على تعبئة المجتمع بأكمله — مواطنين، مؤسسات وشركات — لضمان استمرار الخدمات الحيوية في حال وقوع عدوان عسكري.

توصيات رسمية بتخزين أسبوع من الغذاء

توصي السلطات كل شخص بتأمين ما يكفي من الغذاء والماء لمدة سبعة أيام على الأقل، بحيث يمكن للأفراد الاعتماد على أنفسهم مؤقتاً بينما تركز الدولة جهودها على الفئات الأضعف.
ونشرت هيئة الطوارئ وحماية المجتمع (MSB) قائمة بالأطعمة التي يُستحسن تخزينها، مثل اللحوم والأسماك المجففة، المربى، الشوكولا، الحليب المجفف، البطاطس المهروسة، وأطعمة غنية بالدهون والبروتين سهلة الحفظ.

استعداد عملي ونفسي

بعض السويديين أخذوا النصائح إلى أقصى الحدود. مارتن سفيننبري، من ستوكهولم، قال إنه خزن أكثر من 100 كيلوغرام من الطحين ووجبات مجففة تكفي أسرته لثلاثة أشهر. وأضاف:
“التخزين ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، بل للشعور بالأمان. وجود أطعمة مألوفة يمنح راحة نفسية وسط الأزمات”.

القلق يتزايد رغم الروح الوطنية

استطلاع أجرته هيئة MSB أظهر أن 86٪ من السويديين يعتبرون الدفاع عن البلاد واجباً وطنياً، و76٪ مستعدون للمشاركة في جهود الدفاع المدني.
لكن نسبة القلق ارتفعت منذ توزيع كتيب الطوارئ الجديد على المنازل عام 2024، إذ ارتفع الشعور بالقلق من 24٪ في 2018 إلى 39٪ حالياً.

محتوى مرتبط:  تحذيرات خطيرة: “السويد بلا نقود” تلوح في الأفق

تحديات الإمدادات والغذاء

تواجه السويد عقبات لوجستية حقيقية بسبب مساحتها الواسعة وتفاوت الكثافة السكانية. فمعظم الإنتاج الزراعي والموانئ تتركز في الجنوب، مما يجعل نقل الغذاء أثناء الأزمات أمراً معقداً.
ويؤكد أوسكار كفارفورت من هيئة الغذاء أن “توزيع الموارد في بلد واسع كهذا أثناء الحرب يمثل تحدياً كبيراً، تماماً كما تواجهه أوكرانيا اليوم”.

المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية (AFP)