في زمنٍ تتصاعد فيه أسعار الكهرباء وتزداد فيه شكاوى السويديين من فواتير مبهمة وبنودٍ يصعب فهمها، قرر الخبير السويدي ماتّياس نيلسون أن يطلق ثورته الخاصة، مستخدماً الذكاء الاصطناعي كسلاح لمواجهة ما يصفه بـ “استغلال جهل الزبائن”.
بعد أكثر من 13 عاماً من العمل في شركات الطاقة بالنرويج، اكتشف نيلسون أن آلاف المستهلكين يدفعون أموالاً إضافية دون علمهم، بسبب “رسوم خفية” تُضاف إلى الفواتير تحت مسميات غريبة مثل مراقبة هوية أو ماء نظيف أو حتى فحص صحي — رسوم لا علاقة لها باستهلاك الكهرباء على الإطلاق.
يقول نيلسون في حديث لموقع Nyheter24:
“رأيت فواتير تحتوي على بنود لا أحد وافق عليها. المشكلة أن كثيراً من الناس لا يعرفون حتى نوع العقد الذي يملكونه، وغالباً ما يقع البعض في فخ العقود الافتراضية (Tillsvidareavtal) التي تحدد الشركات أسعارها بحرية وتكون الأغلى دائماً.”
ويضيف بابتسامة ساخرة:
“شركات الكهرباء لن تتصل بك لتقول إنك تدفع عشرة آلاف كرون زيادة. هذا الوضع مثالي بالنسبة لها.”
من هنا جاءت فكرته: أداة ذكاء اصطناعي قادرة على تحليل فواتير الكهرباء وكشف الرسوم غير المبررة خلال ثوانٍ. يكفي أن يحمّل المستخدم صورة فاتورته، لتقوم الأداة بإصدار تقرير مفصل يُظهر البنود المشبوهة والمبلغ الذي يمكن توفيره سنوياً، تاركة القرار للمستهلك.
نيلسون الذي عاد إلى السويد مؤخراً، يعمل اليوم مع منصة Elchef.se المتخصصة في مقارنة عقود الكهرباء بين الشركات، ويحصل على 100 كرون مقابل كل مستخدم يقرر تغيير عقده بناءً على توصيات الأداة.
لكن المشروع لم يتوقف عند التقنية، فقد أطلق نيلسون صفحة على فيسبوك بعنوان “روبن هود الكهرباء – Elens Robin Hood”، تحوّلت بسرعة إلى منتدى نشط يتبادل فيه السويديون تجاربهم مع شركات الطاقة ويحذرون من الرسوم الخفية، فيما يتداولون نصائح حول العقود الأرخص والأكثر شفافية.
ويقول نيلسون بفخر:
“ما يحدث مذهل… الناس بدأوا يساعدون بعضهم البعض على قراءة الفواتير وتغيير العقود بأنفسهم. المعرفة تنتشر بسرعة، وهذا ما يزعج الشركات أكثر من أي شيء آخر.”
هدف “روبن هود الكهرباء”، كما يصفه مبتكره، هو أن تعود الأرباح إلى الشعب لا إلى الشركات:
“عندما يعرف الناس كم يمكنهم أن يوفروا فعلاً، تتحول الكهرباء من عبء إلى متعة.”
📎 المصدر: موقع Nyheter24 السويدي






