قضية تثير الجدل في السويد: رجل متحوّل يُحرم من فحص السرطان…

في حادثة وصفت بأنها سابقة في النظام الصحي السويدي، وجّهت هيئة مكافحة التمييز (DO) انتقادًا شديدًا لمنطقة سكونه بعد استبعاد رجل متحوّل جنسياً من برنامج الفحص الوطني لفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) نتيجة خطأ إداري ناتج عن نظام التسجيل الإلكتروني.

الرجل، الذي وُلد كأنثى ولا يزال يمتلك رحمًا وعنق رحم، كان يجب أن يُدرج تلقائيًا ضمن الفحوص الوقائية للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم. إلا أن النظام الإلكتروني في المنطقة يعتمد فقط على الرقم الشخصي المعرّف كـ“أنثى”، ما أدى إلى استبعاده بعد تعديل رقمه الشخصي إلى الصيغة الذكورية.

الهيئة اعتبرت أن ما حدث “تمييز مباشر” بحق الرجل، وطالبت المنطقة بدفع تعويض قدره 35 ألف كرونة سويدية، معتبرة أن الإهمال في تحديث النظام قد يعرض حياة الأشخاص المتحوّلين لمخاطر حقيقية.

وقالت فانيسا غراپينستيد، المستشارة القانونية في هيئة مكافحة التمييز:

“من غير المقبول أن يتحمّل الأفراد عبء تصحيح أخطاء النظام. الرعاية الصحية يجب أن تكون شاملة وعادلة للجميع، بغض النظر عن الجنس أو الهوية الجندرية.”

تمييز مضاعف وتأثير صحي خطير
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ أظهرت نتائج الفحص الأولي إصابة الرجل بالفيروس، لكن لم تُتابَع حالته كما تقتضي الإجراءات الطبية المتبعة، بسبب غياب نظام متابعة خاص بالمتحوّلين. واعتبرت الهيئة هذا “تمييزًا مضاعفًا” قد تكون له نتائج صحية قاتلة في حال لم يُكتشف المرض مبكرًا.

مهلة حتى 21 أكتوبر
منطقة سكونه أمام مهلة حتى 21 أكتوبر الجاري للرد على مطالبة الهيئة بالتعويض. وفي حال رفضت أو تجاهلت الرد، فإن DO تعتزم رفع القضية إلى المحكمة الابتدائية (tingsrätten).

وفي تعليق مقتضب، قالت المتحدثة باسم المنطقة إنهم “يدرسون تفاصيل القرار وسيردّون في الوقت المناسب.”

محتوى مرتبط:  هل تعرف أن التقاعد في السويد لا يقتصر على من عملوا فقط؟

ما هو فيروس HPV؟
فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) يُعد من أكثر الفيروسات الجنسية انتشارًا، وبعض أنواعه تسبب تغيرات في خلايا عنق الرحم قد تتحول إلى سرطان إن لم تُكتشف مبكرًا.
في السويد، يُجرى الفحص الدوري لكل من لديهم رحم بين 23 و70 عامًا، فيما يُقدَّم اللقاح ضد الفيروس لجميع الأطفال في الصف الخامس.

المصدر: TV4