ستوكهولم: كشف وزير التعاون التنموي السويدي بنيامين دوسا (عن حزب المحافظين) عن تحويلات مالية مثيرة للجدل وصلت من أموال المساعدات السويدية إلى الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان (ICHR)، وهي منظمة قال الوزير إنها تمتلك صلات مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي، المصنّفتين كمنظمتين إرهابيتين من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وفي حديثه لصحيفة أفتونبلاديت، أكد دوسا تحمّله “المسؤولية الكاملة” لما حدث، مضيفاً بحزم أن “كرونة واحدة من أموال دافعي الضرائب السويديين لن تذهب إلى أيدي الإرهابيين أو المقربين منهم.”
ووفق المعلومات التي كشفتها الصحيفة، تم تحويل ما مجموعه 55 مليون كرونة سويدية إلى المنظمة الفلسطينية عبر الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (Sida) خلال الفترة بين عامي 2011 و2025. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن جزءاً من الأموال استخدم في برامج تدريب تابعة لشرطة حماس في قطاع غزة، إضافة إلى تمويل فعاليات عامة شاركت فيها شخصيات من الحركتين.
دوسا أوضح أن وزارة الخارجية السويدية أُبلغت بالقضية هذا الأسبوع، وأنه لا توجد حتى الآن معلومات دقيقة حول المبلغ الذي ربما وصل فعلياً إلى المنظمات المصنفة إرهابية. وأضاف:
“استدعينا المدير العام لهيئة Sida، ياكوب غرانيت، صباح الاثنين إلى وزارة الخارجية للحصول على أجوبة واضحة حول كيفية حدوث ذلك ولماذا لم تُكتشف التحويلات في وقتها.”
القضية أحدثت صدى سياسياً واسعاً في السويد، خاصة أن الحكومة الحالية كانت قد وعدت منذ تسلّمها الحكم بتشديد الرقابة على برامج المساعدات الخارجية وضمان عدم تسرب الأموال إلى جهات متطرفة.
كما تأتي هذه الفضيحة وسط تصاعد الانتقادات الأوروبية والدولية بشأن ضعف الرقابة على المساعدات الموجّهة إلى الأراضي الفلسطينية، بعد تقارير مشابهة تحدثت عن تمويل مشاريع أو مؤسسات خاضعة لحماس.
ومن المقرر أن تطلق هيئة Sida تحقيقاً داخلياً عاجلاً لتتبع مسار الأموال وتحديد المسؤولين عن الخلل، فيما شدد الوزير دوسا على أن الحكومة ستتخذ إجراءات فورية لضمان الشفافية الكاملة ومراقبة كل برامج الدعم المستقبلية بدقة أكبر.
المصدر: صحيفة Aftonbladet السويدية






