في تصريحات أثارت جدلاً واسعًا في السويد وخارجها، اتهم فيليب لازاريني، المفوّض العام لوكالة الأونروا، الحكومة السويدية بوقف دعمها للوكالة استجابةً لضغوط إسرائيلية، وذلك عقب زيارة وزير المساعدات والتجارة الخارجية بنجامين دوسا إلى تل أبيب في ديسمبر الماضي.
وقال لازاريني في مقابلة مع برنامج “30 دقيقة” على التلفزيون السويدي إن تسلسل الأحداث يوحي بأن قرار ستوكهولم لم يكن مستقلًا، بل جاء بعد زيارة رسمية تزامنت مع حملة إسرائيلية لإقناع الدول المانحة بوقف تمويل الأونروا.
وأضاف: “الوزير يعرف تمامًا سبب قراره، لكن من الخارج يبدو واضحًا أنه زار إسرائيل ثم قررت الحكومة السويدية الإصغاء لمطالبها.”
الحكومة السويدية تردّ بالنفي
الوزير دوسا نفى بشكل قاطع أن تكون إسرائيل قد أثّرت على القرار، مؤكدًا أن السياسة السويدية للمساعدات تُتخذ بشكل مستقل تمامًا.
وأوضح في تصريح لقناة SVT أن الحكومة قررت إعادة توجيه المساعدات نحو منظمات أخرى مثل برنامج الأغذية العالمي (WFP) واليونيسف (UNICEF)، مبرّرًا الخطوة بعدم قدرة الأونروا على إيصال المساعدات إلى غزة خلال الأشهر الأخيرة.
وقال: “لم تتمكن الأونروا من إدخال شاحنة واحدة من المساعدات إلى غزة في الفترة الماضية، بينما نجحت منظمات أخرى في ذلك.”
خلفية الأزمة
تأتي هذه التطورات على خلفية اتهامات إسرائيلية لاثني عشر موظفًا في الأونروا بالمشاركة في هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.
ورغم أن تحقيقات أممية مستقلة أُجريت لاحقًا وأشارت في أغسطس 2024 إلى احتمال تورط تسعة موظفين فقط، فقد تم فصلهم جميعًا فورًا.
وقال لازاريني: “لا أحد يعرف الحقيقة الكاملة بعد، لكن بسبب خطورة الادعاءات اضطررنا لاتخاذ إجراءات فورية.”
وأشار إلى أن بعض الموظفين قُتلوا لاحقًا خلال الحرب، مضيفًا: “ربما شارك واحد أو اثنان فقط، لكن ذلك سيكون خيانة فظيعة للشعب الذي نخدمه.”
من هو فيليب لازاريني؟
يتولى لازاريني منصب المفوّض العام للأونروا منذ عام 2020، ويمتلك خبرة تمتد لأكثر من 30 عامًا في العمل الإنساني بمناطق النزاع، بينها لبنان والعراق والصومال وأنغولا. كما عمل سابقًا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ويُعد من أبرز الوجوه الأممية في ملف اللاجئين الفلسطينيين.
المصدر: التلفزيون السويدي (SVT)