اشتعلت نقاشات حادة في بلدية هوربي بجنوب السويد بعد الإعلان عن تخصيص جزء من مقبرة الكنيسة ليكون مخصصاً لدفن المسلمين، وهي خطوة جرى التخطيط لها منذ عامين. لكن القضية تحولت إلى ورقة انتخابية ساخنة عقب قيام حزب ديمقراطيو السويد SD بتوزيع منشور اعتبر فيه أن هذه المقبرة تشكّل “تهديداً للقيم المسيحية” وروّج لفكرة أنها ستُقام فوق مقابر مسيحية قديمة، ما أثار موجة واسعة من الجدل.
🔹 رد الكنيسة:
روبرت ستينبك، نائب رئيس مجلس الكنيسة عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، شدد على أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، موضحاً أن القبور الإسلامية ستقام في أرض غير مستخدمة مسبقاً، ولا يمكن أن تُبنى فوق مقابر مسيحية. واعتبر الحملة مجرد دعاية انتخابية تخويفية هدفها كسب أصوات على حساب الحقيقة.
🔹 موقف SD:
كاي يارل، ممثل الحزب داخل المجلس، قال إن حزبه “لا يرفض دفن المسلمين بحد ذاته”، لكنه يعترض على أن يتم ذلك “في أرض تابعة للكنيسة المسيحية”، مؤكداً أن الحزب اقترح في 2023 البحث عن موقع بديل ضمن مخطط البلدية. وأضاف أن الكنائس يجب أن تبقى – حسب وصفه – “رمزاً للقيم السويدية والمسيحية”.
🔹 حق المسلمين في الدفن محلياً:
لينيا ويدينغ، مديرة العقارات في الكنيسة، أوضحت أن المقبرة الإسلامية ستفتتح هذا الخريف وتضم 66 قبراً، مقابل نحو 5 آلاف قبر مسيحي قائم بالفعل. وأشارت إلى أن معدل الدفن المتوقع لن يتجاوز شخصين أو ثلاثة سنوياً.
ستينبك أكد بدوره أن من حق المسلمين أن يُدفنوا في البلدة التي عاشوا فيها حياتهم، حتى يتمكن أقاربهم من زيارة قبورهم بسهولة، قائلاً:
“من عاش في هوربي يجب أن يجد مكان راحته الأخيرة هنا، مثل أي مواطن آخر.”