تتواصل في السويد موجة الجدل الحاد بعد الخطبة المثيرة التي ألقاها الإمام صالح أبو العينين في مسجد الرحمة بمدينة كريخانستاد، حيث تحدث خلالها عن ما وصفه بـ“حق الزوج في تأديب الزوجة العاصية بالضرب”، مشيرًا إلى أن الأمر قد يتم باستخدام وسيلة خفيفة مثل “المسواك” وفقًا لبعض التفسيرات الدينية القديمة.
هذه التصريحات أثارت عاصفة من ردود الفعل السياسية والإعلامية. وزيرة التعليم والاندماج سيمونا موهامسون عبّرت عن استيائها الشديد قائلة: “أين نحن؟ وأين يعيش هذا الشخص؟”، مؤكدة أن السويد لا تقبل بأي حال من الأحوال العنف ضد المرأة، سواء في إطار العائلة أو تحت مسمى “الشرف”. وأضافت أن هذه الممارسات ليست مجرد تصرف فردي بل انعكاس لـ“منظومة أفكار إسلاموية بائدة” لا مكان لها في المجتمع السويدي.
وفي ظل تصاعد الانتقادات، خرج الإمام أبو العينين ليدافع عن نفسه، موضحًا أن تصريحاته جرى تفسيرها خارج سياقها بسبب ضيق الوقت في الخطبة، وأن قصده لم يكن “الضرب الفعلي” بل “إشارة رمزية للغضب”. وأكد أنه كان يقصد الحث على التعامل مع المرأة برفق لأنها، على حد قوله، “أكثر هشاشة من الرجل”.
الجدل لا يزال مستمرًا، وسط دعوات لمواجهة كل أشكال خطاب العنف الأسري والتأكيد على أن قوانين السويد تضع كرامة المرأة وحريتها فوق أي اعتبارات ثقافية أو دينية.