في خطوة أثارت اهتماماً واسعاً ووصفت بأنها “سابقة في المدارس السويدية”، تبحث بلدية كليبان (Klippan) في مقاطعة سكونه اقتراحاً يمنح المعلمين الحق في ارتداء كاميرات جسدية داخل الصفوف الدراسية، كوسيلة لحمايتهم من التهديدات والعنف المتزايد داخل المدارس.
المبادرة طرحها حزب المستقبل المحلي (Vår Framtid – VF) بدعم من المحافظين والديمقراطيين المسيحيين الذين يديرون شؤون البلدية. الهدف هو تعزيز الأمان في البيئة المدرسية، وتوفير وسيلة ردع وتوثيق لأي حوادث محتملة.
وقال أندرياس أولفسون، رئيس لجنة التعليم في البلدية وعضو حزب “فور فرامتيد”، في حديثه لراديو السويد:
“لا يجب أن يخاف أي معلم من الذهاب إلى عمله. العنف والتهديدات لا مكان لها في مدارسنا.”
كيف ستُستخدم الكاميرات؟
وفق المقترح، لن تُشغّل الكاميرات بشكل دائم، بل فقط أثناء وقوع تهديد أو حادثة عنف، وسيُسمح بالاطلاع على التسجيلات في الحالات الضرورية مثل التحقيقات مع الشرطة أو النقابة أو أولياء الأمور. وأكد أولفسون أن الهدف ليس المراقبة اليومية، بل توثيق الحوادث لحماية المعلمين والطلاب على حد سواء.
دراسة قانونية قبل التنفيذ
من المقرر عرض المقترح رسميًا أمام اللجنة التنفيذية في البلدية يوم الخميس المقبل. وفي حال إقراره، ستبدأ إدارة التعليم في إعداد دراسة شاملة تتناول الجوانب القانونية والفنية، بما في ذلك حماية الخصوصية وحقوق البيانات وفق قوانين GDPR الأوروبية، إضافة إلى تحديد من يحق له الوصول إلى التسجيلات ومدة حفظها.
حتى اللحظة، لم تُصدر نقابة المعلمين السويدية (Lärarförbundet) أي تعليق رسمي على المقترح، فيما ذكرت قناة TV4 أنها لم تتلقَّ ردًا من ممثلي النقابة أو باقي الأطراف السياسية في كليبان.
خلفية متوترة في مدارس السويد
تشهد المدارس السويدية خلال السنوات الأخيرة تصاعداً في حوادث العنف اللفظي والجسدي ضد المعلمين والطلاب، بحسب تقارير هيئة العمل المدرسي والبلديات (SKR). ومع ازدياد التهديدات، تبحث البلديات عن حلول جديدة، تقنية أو تشريعية، لتوفير بيئة أكثر أماناً للعاملين في قطاع التعليم.
ويرى مراقبون أن تجربة كليبان، إن تم تطبيقها، قد تشكل نموذجاً تجريبياً يمكن أن تلجأ إليه بلديات أخرى في المستقبل.
المصدر: TV4