العدالة تنتصر بعد عامين من الغموض: المؤبد لحسن ربيعي…

بعد أشهر طويلة من الصمت والجدل، أسدلت محكمة الاستئناف السويدية الستار على واحدة من أكثر القضايا التي شغلت الرأي العام في البلاد، بإصدار حكمها النهائي بالسجن المؤبد على الشاب حسن ربيعي (22 عامًا)، بعد إدانته بالمشاركة في التخطيط والتحريض على قتل مغني الراب المعروف سي. جامبينو، واسمه الحقيقي كرار رمضان، وهو فنان شاب من أصول عراقية قُتل في جوتنبرغ في ظروف غامضة عام 2023.

رغم أن هوية مطلق النار ما زالت مجهولة، فإن المحكمة اعتبرت أن الأدلة ضد ربيعي “دامغة” وتثبت أنه كان جزءًا أساسيًا من العملية.


🔹 خيوط الجريمة بدأت من “فولفو” وعلبة بنزين

التحقيقات كشفت أن ربيعي اشترى سيارة فولفو استخدمت في تنفيذ الجريمة، مستخدمًا اسمًا مستعارًا، كما أظهرت كاميرات المراقبة قيامه بشراء بنزين وملئه في صفيحة، استُخدمت لاحقًا لإحراق السيارة بعد يومين من القتل لإخفاء الأدلة.

تحركاته المريبة في موقف سيارات Selma Lagerlöfs Torg، حيث أُطلق الرصاص على الضحية، كانت كافية لترسم أمام المحققين صورة واضحة عن دوره في التحضير للجريمة، حتى وإن لم يكن هو من أطلق النار.


🔹 “لم أكن القاتل”… لكن الوقائع قالت العكس

أثناء المحاكمة، حاول حسن الدفاع عن نفسه قائلاً إنه نفّذ أوامر “تاجر مخدرات” دون أن يعلم الهدف منها، مؤكدًا:

“أنا لست مطلق النار ولم أقد السيارة أثناء الجريمة.”

لكن المحكمة لم تقتنع. فقد أثبتت التحقيقات أنه تواجد في المكان نفسه الذي تحركت فيه السيارة وقت التنفيذ، وأن عمليات الشراء والاستئجار تمت باسمه، مما جعله شريكًا فاعلًا في الجريمة.


🔹 متهمون آخرون وأحكام متفاوتة

لم يكن ربيعي المتهم الوحيد في القضية، إذ أُدين شخص ثانٍ بالمشاركة وحُكم عليه بالسجن 16 عامًا، فيما حصل المتهم الثالث على البراءة الكاملة بعد أن رأت المحكمة أن الأدلة بحقه غير كافية.

محتوى مرتبط:  جيمي أوكيسون: من الطبيعي أن يفضل السويديون العيش بين من يشاركونهم اللغة والثقافة والدين

🔹 عائلة سي. جامبينو: “العدالة تحققت”

المحامية ميا ساندروس، ممثلة عائلة الفنان القتيل، أكدت أن الحكم جلب الراحة لأهل الضحية، رغم بقاء القاتل الحقيقي مجهولًا، قائلة:

“الأب شعر بالراحة. لم يكن المهم معرفة من ضغط الزناد، بل أن يُعاقب من ساعد وخطط.”


🔹 العدالة السويدية: “لم يطلق النار… لكنه حمل الجريمة على كتفيه”

بعد يومين من الجريمة، أُحرقت سيارة الفولفو في محاولة لإخفاء الأدلة، لكن الشرطة نجحت في جمع الخيوط التي أدت إلى الإدانة.
اليوم، وبعد عامين من التحقيق، جاء الحكم ليؤكد أن العدالة قد تتأخر لكنها لا تغيب.

“لم يضغط الزناد، لكنه شارك في الجريمة حتى النهاية” — هكذا ختمت المحكمة حيثيات حكمها الصارم بحق حسن ربيعي.

🟤 المصدر: محكمة الاستئناف السويدية ومحاضر التحقيق في جوتنبرغ.