الأزمة السكنية في السويد لم تعد مجرد مسألة عقارات وإيجارات، بل باتت تمس بشكل مباشر حياة الشباب وخططهم المستقبلية. تقرير حديث صادر عن جمعية المستأجرين السويدية (Hyresgästföreningen) يكشف أن ما يقارب 200 ألف شاب بين 20 و27 عامًا لا يزالون يعيشون مع ذويهم رغم رغبتهم بالاستقلال، بسبب صعوبة العثور على سكن مناسب.
شباب عالقون بين الطوابير والأسعار
التقرير، المبني على آراء أكثر من 5 آلاف شاب، يوضح أن تسعة من كل عشرة يرغبون بالانتقال إلى سكن مستقل، لكن غياب الخيارات الميسّرة أو ضعف إمكاناتهم المالية يحول دون ذلك.
“سوق الإسكان أشبه بوسيلة منع حمل غير مرغوبة، حيث يُجبر الشباب على تأجيل حياتهم وتأسيس أسر بسبب غياب السكن”، يقول أولا بالمغرين نائب رئيس الجمعية.
تفاوت بين المدن
-
مالمو سجلت تحسناً طفيفاً مع ارتفاع عدد الشباب الذين تمكنوا من الحصول على سكن.
-
أما في غوتنبرغ وفكخو فالعكس هو الصحيح، حيث يزداد عدد الشباب العالقين في منازل أسرهم أو مجبرين على قبول عقود ثانوية باهظة بلا ضمانات.
الكثيرون يضطرون لاستئجار شقق بالباطن بأسعار مرتفعة، تُوصف أحياناً بأنها استغلالية، وسط غياب الاستقرار والأمان السكني.
أصوات من الواقع
-
منيرة (21 عامًا): “هناك طوابير طويلة جدًا للحصول على شقة، لذلك فكرة الانتقال غير واردة الآن”.
-
دينيز: يرى أن الحصول على عقد أولي “شبه مستحيل”، والبديل المتاح فقط عقود ثانوية أو حتى ثالثة مليئة بالمخاطر.
انتقادات للحكومة
الجمعية وجّهت انتقادات مباشرة للحكومة بسبب وتيرة البناء المنخفضة، مؤكدة أن المساكن الجديدة غالبًا لا تتناسب مع قدرة الشباب الشرائية.
“المستقبل مقلق جدًا، فالبناء الجديد باهظ الثمن ولا يخدم الشباب. الأزمة قديمة لكنها اليوم تضغط بشكل غير مسبوق على عشرات الآلاف”، يضيف بالمغرين.
أزمة تتجاوز السكن
التقرير يحذر من أن استمرار الأزمة لن يضر فقط بالاستقرار الاجتماعي، بل سيؤثر على سوق العمل والديموغرافيا، في وقت تحتاج فيه السويد بشدة إلى جيل شاب مؤهل لدعم اقتصادها.
المصدر: TV4