يكشف تقرير وطني حديث صادر عن هيئة المدارس السويدية عن انتشار أعمق وأخطر لمظاهر العداء للسامية داخل المدارس، ليؤكد أن هذه الظاهرة لم تعد حوادث معزولة، بل باتت جزءاً من المشهد المدرسي في مختلف أنحاء البلاد. التقرير استند إلى عمل دام عامين، شمل مقابلات موسعة مع معلمين ومديرين وطلاب، كاشفاً عن واقع أكثر تعقيداً مما كان متوقعاً.
ممارسات تتكرر… وتعامل لا يلامس جوهر المشكلة
يؤكد لارس تورنبيري، رئيس وحدة في هيئة المدارس، أن النتائج لم تفاجئ العاملين في قطاع التعليم، فوجود رسومات الصليب النازي على الجدران أو تكرار التحية الهتلرية مشاهد يعرفها الجميع تقريباً. وتشير إفادات المعلمين إلى أن ثلاثة من كل أربعة منهم شهدوا خلال السنوات الثلاث الأخيرة إحدى هذه السلوكيات أو سمعوا عبارات مهينة تستهدف اليهود كجماعة.
ورغم خطورة تلك التصرفات، يظهر في التقرير أن التعامل المؤسسي معها غالباً ما يكون قاصراً؛ إذ تُسجَّل بعض الحالات تحت بند “تخريب” بدلاً من تصنيفها كتعبير عن كراهية تستوجب معالجة تربوية وفكرية أعمق.
عنصرية بوجوه متعددة… ومزاح يرسخ الكراهية
الدراسة توضح أن العداء للسامية يتخذ أشكالاً مختلفة، منها ما يتخفى تحت ستار المزاح أو “استفزاز الأصدقاء”، لكنه في النهاية يعيد إنتاج صور نمطية قديمة ويخلق بيئة مدرسية مشحونة. وتشير روايات أخرى إلى ارتباط بعض الممارسات بأفكار اليمين المتطرف، وامتزاجها بعنصرية ضد مجموعات أخرى.
كما يبرز عامل آخر: تأثير النزاع في الشرق الأوسط على الأجواء المدرسية. فالتقرير ينقل شهادات عن طلاب يحمّلون اليهود مسؤولية ما يجري في غزة، سواء نتيجة قناعات شخصية أو أفكار متداولة داخل المنازل والمجتمعات المحيطة. ويقر التقرير بأن بعض الخلفيات الثقافية، خاصة بين الطلاب من الشرق الأوسط، قد تتضمن مسبقاً تصورات سلبية تحتاج معالجة تربوية دقيقة.
مدرسون بلا أدوات… ووزارة التعليم تتحرك
المعلمون، بحسب التقرير، يشعرون بأنهم قادرون على تدريس تاريخ الحرب العالمية الثانية، لكنهم يفتقرون للمعرفة والمهارات اللازمة لفهم وتجهيز الطلاب للتعامل مع أشكال العداء الحديثة، التي تختلف كثيراً عن الوقائع التاريخية البحتة. ولذلك يطالبون بتدريب مخصص يواكب التحديات المعاصرة داخل الصفوف.
وزيرة التعليم سيمونا موهامسون وصفت الوضع بأنه “غير مقبول قطعاً”، وشددت على ضرورة حماية المدارس من أي ممارسات تروّج للكراهية أو العنصرية، مؤكدة أهمية توفير دعم فعلي للكوادر التعليمية.
ورغم قتامة الصورة، يطرح التقرير حلولاً واضحة: تعزيز الوعي، تطوير أدوات تعليمية جديدة، وتقديم دعم مباشر للمعلمين ليتمكنوا من التعامل مع هذه الظاهرة المتزايدة داخل المجتمع المدرسي.
المصدر: SVT





