يشهد التعليم المهني في السويد إقبالاً متزايداً من فئة لم تكن متوقعة سابقاً: الأكاديميون هد المهنية!وخريجو الجامعات. فرغم امتلاكهم شهادات عليا، يختار عدد متنامٍ منهم العودة إلى مقاعد الدراسة، لكن هذه المرة في معاهد متخصصة بالمهن العملية والخدمية، ساعين نحو فرص عمل أسرع وأكثر استقراراً.
ووفقاً لأحدث بيانات هيئة الإحصاء المركزية (SCB)، فإن نسبة المتقدمين إلى المعاهد المهنية ممن لديهم تعليم جامعي ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. حيث تقول أستريد فيستفيلد كورنيمان، المديرة التنفيذية لمعهد “ناكاديمين”، إن المعهد يلاحظ عاماً بعد عام زيادة في عدد الطلبة الذين سبق لهم الدراسة في الجامعات. وتضيف: “نرى اليوم تنوعاً كبيراً في خلفيات المتقدمين، فالكثير من الأكاديميين يريدون تعليماً عملياً يتيح لهم دخول سوق العمل بسرعة أكبر.”
قبل عقدٍ من الزمن، لم تتجاوز نسبة هؤلاء 10%، أما اليوم فقد وصلت إلى نحو 16%، في تحول واضح في توجهات التعليم والعمل داخل البلاد.
ويرتبط هذا التوجه الجديد أيضاً بواقعٍ صعب في سوق العمل، إذ أظهرت الإحصاءات أن معدل البطالة بين الأكاديميين في السويد بلغ أعلى مستوى له منذ أكثر من 20 عاماً. هذا الوضع يدفع كثيرين لإعادة التفكير في مساراتهم المهنية والبحث عن فرص جديدة عبر التعليم المهني.
من جانبها، ترى نقابة أكافيا (Akavia) أن هذا الاتجاه يكشف عن “بطالة خفية” بين أصحاب الشهادات العليا، حيث يضطر الكثير منهم للعودة إلى الدراسة لتغيير تخصصاتهم أو تحسين فرصهم الوظيفية. ويقول فيكتر يورانسون من النقابة: “حين يبدأ الجميع بتطوير مهاراتهم العملية من أجل المستقبل، فإن ذلك سيترك أثراً واضحاً على سوق العمل وعلى قيمة الشهادات الجامعية في السنوات المقبلة.”





