غابرييلا تنتصر لكرامتها: 700 ألف كرون تعويضًا….

في قصة إنسانية هزّت الرأي العام السويدي، انتصرت الشابة غابرييلا (Gabrielle) على صاحب عملها الذي طردها من وظيفتها لمجرد إعلانها عن حملها، لتحصل بعد معركة قانونية طويلة على تعويض ضخم تجاوز 700 ألف كرون سويدي.

تبدأ القصة عندما كانت غابرييلا تعمل في إسطبل لسباقات الخيول. كانت تحب عملها بشدة لكنها كانت تخشى أن تخبر ربّ العمل بأنها حامل خوفًا من خسارة وظيفتها. وعندما قررت أخيرًا إخباره، تحقق أسوأ ما كانت تتوقعه. تقول غابرييلا:

“في اليوم التالي تمامًا، قال لي صاحب العمل صراحة إنني لن أستمر لأنني حامل، واتهمني بالكذب لإخفاء الأمر. شعرت بصدمة كبيرة، فقد كنت أؤدي عملي بإخلاص.”

لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك، فصاحب العمل أرسل لها رسالة نصية كتب فيها بوضوح أن سبب فصلها هو الحمل ذاته، وهو ما أصبح الدليل الحاسم ضده أمام القضاء. بعد طردها، عانت غابرييلا ماليًا خلال فترة الحمل، واضطرت للعمل بدوام جزئي بعد ثلاثة أشهر فقط من ولادة طفلها لتأمين نفقات المعيشة، مستندة على دعم والدتها وحماتها.

قررت بعدها تقديم شكوى تمييز رسميّة ضد صاحب العمل. وبعد تحقيقات طويلة، أصدرت محكمة هالمستاد (Halmstad tingsrätt) حكمًا لصالحها، معتبرة أن ما حدث يمثل خرقًا لثلاثة قوانين سويدية رئيسية:

  • قانون مكافحة التمييز (Diskrimineringslagen)

  • قانون الإجازة الوالدية (Föräldraledighetslagen)

  • قانون حماية العمال (LAS)

وبناءً على ذلك، أُلزم صاحب العمل بدفع 720 ألف كرون كتعويض عن الضرر المعنوي وفقدان الدخل والإجازات غير المدفوعة.

تروي غابرييلا لحظة تلقيها القرار قائلة:

“ضحكت من صندوق البريد حتى المنزل عندما قرأت الحكم. لم يكن هدفي المال، بل أن أثبت أن أصحاب العمل لا يمكنهم التصرف كما يشاؤون. الآن أشعر أنني استعدت كرامتي.”

من جانبه، علّق دافيد شويرين (David Sjörén) من اتحاد العمال Fastighets على القضية قائلاً إنها من الحالات النادرة التي تتضمن دليلًا مكتوبًا صريحًا، مؤكدًا:

“عادة يصعب إثبات التمييز، لكن وجود رسالة نصية من صاحب العمل كتب فيها ’تم طردك بسبب الحمل‘ جعل القضية واضحة تمامًا.”

بعد أكثر من عشر سنوات في مجال العناية بالخيول، قررت غابرييلا ترك هذا القطاع نهائيًا، معتبرة أن ظروف العمل فيه “صعبة وغير إنسانية”، وتقول:

“نبدأ العمل من الخامسة صباحًا حتى المساء، وأحيانًا نعود منتصف الليل بعد السباقات. كثير من أصحاب العمل يتجاهلون القوانين، حتى لو كنت مريضًا، يجب أن تذهب لأن الخيول لن تنتظر.”

أما المحامية ماريا فريدولين (Maria Fridolin) من منظمة LO-TCO Rättsskydd التي تولّت الدفاع عنها، فشدّدت على أن مثل هذه الانتهاكات تحدث أكثر مما يظن الناس، مؤكدة أهمية الانضمام إلى النقابات العمالية للدفاع عن الحقوق.

محتوى مرتبط:  نوشي دادغوستار: حكومة كريسترشون أضعفت صوت السويد

اليوم، تعيش غابرييلا مع طفلها وقد استعادت كرامتها وحقها، لتصبح قصتها رمزًا في السويد لمواجهة التمييز ضد المرأة الحامل والأم العاملة، ورسالة قوية لكل من يظن أن الظلم يمكن أن يمرّ بلا حساب.