تتصاعد في السويد موجة من الجدل بعد كشف تقارير إعلامية أن عشرات الملايين من الكرونات السويدية، المخصصة كمساعدات تنموية، وصلت إلى مكتب رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري، المعروف بتصريحات عنصرية ومعادية لليهود، وبإشادته بحركة حماس.
خلفية القضية
الاتفاق الذي وُقع في أواخر 2023 بين السويد والصومال نصّ على إعادة توجيه 100 مليون كرون من أموال المساعدات مقابل أن تستقبل مقديشو مواطنين صوماليين مرفوضة طلبات لجوئهم في السويد، بينهم أشخاص مدانون بجرائم.
من المبلغ الإجمالي، حوّلت وكالة المساعدات السويدية سيدا (Sida) 60 مليون كرون عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، غير أن الوثائق التي اطلعت عليها SVT أظهرت أن نحو 32 مليون كرون – أي أكثر من نصف المبلغ – وُجّهت مباشرة لمشروعات تحت إشراف مكتب رئيس الوزراء الصومالي.
تصريحات صادمة
الجدل تفجّر بعدما تبيّن أن حمزة عبدي بري، في خطاب ألقاه بعد هجوم حماس على إسرائيل، وصف اليهود بأنهم “ذرية القردة والخنازير” وأشاد بالحركة باعتبارها “مجاهدين صادقين”. تصريحات اعتبرها مراقبون متناقضة تماماً مع التعليمات السويدية التي تشترط عدم توجيه أي دعم لجهات مرتبطة بالتطرف أو معاداة السامية أو التمييز ضد المرأة.
ردود سياسية
-
مورغان يوهانسون، المتحدث باسم السياسة الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، طالب بتوضيحات عاجلة من سيدا ومن وزير المساعدات بنيامين دوسا، متسائلاً:
“إذا كان رئيس الوزراء الصومالي معادياً للسامية ومؤيداً لحماس، فأين انتهت أموال السويديين فعلاً؟” -
أما بنيامين دوسا (عن المحافظين) فرفض اعتبار المساعدات “مكافأة”، مؤكداً أنها “أداة للتغيير”، لكنه شدد في الوقت نفسه على رفضه القاطع لأي شكل من أشكال تمجيد الإرهاب أو معاداة السامية.
موقف سيدا
وكالة سيدا دافعت عن قرارها بتمرير الأموال عبر الأمم المتحدة، موضحة أن UNDP هو المسؤول المباشر عن الرقابة على التمويل، حتى عندما يتم توجيهه إلى مؤسسات حكومية محلية.
معضلة مفتوحة
القضية تحولت إلى اختبار سياسي وإنساني للحكومة السويدية ولوكالة سيدا: كيف يمكن دعم دول هشة مثل الصومال لتحقيق التنمية والاستقرار، دون المخاطرة بأن تتحول هذه الأموال إلى وسيلة لتمويل خطابات الكراهية أو تعزيز نفوذ شخصيات مثيرة للجدل؟
المصدر: SVT