لم تعد الخيانة مرتبطة فقط بالعلاقات الجسدية، بل برز مفهوم جديد في السويد يُعرف بـ “الخيانة الصغرى” (mikrootrohet)، ويشير إلى سلوكيات خفية أو عاطفية مع طرف ثالث دون الدخول في علاقة فعلية.
دراسة حديثة أظهرت أن هذه الظاهرة أصبحت مصدر قلق متزايد، خاصة بين الشباب. فواحد من كل عشرة أشخاص يعيشون علاقة عاطفية يعبر عن خوفه من هذا النوع من السلوك، فيما أشارت النتائج إلى أن النساء أكثر ميلاً لتفقد هواتف شركائهن مقارنة بالرجال، بمعدل يتجاوز الضعف.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ تبين أن أكثر من 20% من المرتبطين يستخدمون خاصية تتبع الموقع عبر الهاتف لمراقبة شريكهم، وهو سلوك ينتشر خصوصاً بين الفئات الأصغر سناً.
ما الذي يُعتبر “خيانة صغرى”؟
توضح أخصائية العلاج السلوكي المعرفي ماريا فارم أن الخيانة الصغرى تشمل التصرفات التي تعكس بحث الشخص عن الاهتمام خارج العلاقة، مثل:
-
إرسال إيموجي غزلية لشخص آخر.
-
التفاعل المستمر مع منشورات الشريك السابق.
-
إخفاء الحالة الاجتماعية على وسائل التواصل.
-
الاحتفاظ بحساب على تطبيق مواعدة رغم وجود شريك.
-
حذف رسائل أو إخفاء محادثات معينة.
-
تكرار زيارة صفحات أو ملفات لشخص محدد.
وترى أن هذه السلوكيات قد تكون بريئة أحياناً، لكنها قد تكشف عن فراغ عاطفي أو رغبة في لفت الانتباه.
صعوبة وضع الحدود
الأخصائية النفسية آنا بينيش تشير في مقابلة مع قناة TV4 إلى أن تعريف هذا النوع من الخيانة معقد، لأن الحدود بين ما هو طبيعي وما قد يُقلق ليست دائماً واضحة. وتضيف أن التكنولوجيا جعلت فرص التواصل المستمر مع الآخرين أكبر، ما يزيد من احتمالات الانجذاب خارج العلاقة.
لكنها تحذر في الوقت نفسه من المبالغة في تفسير التصرفات البسيطة، مثل قلب الهاتف على الطاولة أو قلة التفاعل، داعيةً إلى التركيز على التغيرات السلوكية الأوضح: الانسحاب العاطفي، قلة الحديث، أو تراجع القرب الجسدي.
كيف نواجه الشكوك؟
توصي المختصتان بأن يكون الحوار المباشر والصريح هو الأسلوب الأمثل للتعامل مع هذه المخاوف. فبدلاً من الافتراض أو المراقبة، يُنصح بطرح الأسئلة بشكل واضح، والتحدث بصراحة حول ما يعتبره الطرفان مقبولاً أو مرفوضاً داخل العلاقة.
وتختم ماريا فارم بالقول:
“العلاقات لا تقوم على الفرض، بل على التوافق. قد تختلف الاحتياجات والرغبات، لكن الأهم أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع شركائنا”.