فضيحة بمطار ستوكهولم: ضبط مهاجرين ومتقاعدين استولوا على ملايين الكرونات…

في واحدة من أكبر عمليات التدقيق المالي هذا العام، كشفت مصلحة التقاعد السويدية بالتعاون مع شرطة الحدود في مطار أرلاندا بالعاصمة ستوكهولم عن شبكة واسعة من المتقاعدين والمهاجرين الذين حصلوا على ملايين الكرونات بشكل غير قانوني عبر الاحتيال في أنظمة الدعم الحكومي.

العملية التي وُصفت بأنها “الأضخم من نوعها منذ سنوات”، أسفرت عن استرداد أكثر من 16 مليون كرون سويدي، ووقف صرف نحو 50 مليون كرون إضافية كانت مخصصة لحالات ثبت عدم أحقيتها في الدعم.


🔍 كيف اكتُشف الاحتيال؟

التحقيقات بدأت بعد ملاحظات متكررة من شرطة الحدود حول مسافرين يغادرون السويد لفترات طويلة رغم تسجيلهم كمقيمين دائمين. من خلال مراجعة سجلات الجوازات وتذاكر السفر، اكتشفت السلطات مئات الحالات التي واصل أصحابها تقاضي معاشات التقاعد ودعم السكن ومعونات كبار السن رغم إقامتهم خارج السويد لسنوات.

في إحدى الحالات، أوقف رجل أثناء مغادرته إلى سوريا من دون تذكرة عودة، ليتبيّن لاحقًا أنه يعيش خارج السويد منذ أكثر من خمس سنوات بينما استلم أكثر من مليون كرون من الدعم الحكومي.


🧾 أبرز حالات الاحتيال التي كُشفت:

  1. متقاعدة في بريطانيا:
    غادرت السويد واستقرت في بريطانيا لكنها استمرت في استلام أكثر من 400 ألف كرون كمساعدات سكن وضمان تقاعدي، رغم فقدانها حق الإقامة.

  2. رحلة بلا عودة إلى سوريا:
    رجل أقام خارج السويد بين عامي 2018 و2025، تقاضى خلالها مساعدات تجاوزت مليون كرون قبل أن يُكتشف أمره.

  3. سفرات طويلة إلى الشرق الأوسط:
    رجل آخر قضى فترات طويلة خارج الاتحاد الأوروبي، بينما كانت بطاقته البنكية تُستخدم بانتظام خارج البلاد.

  4. “حساسة ضد البرد” وتعيش في إسبانيا:
    سيدة ادعت أنها لا تحتمل برد السويد وانتقلت للعيش في إسبانيا، لكنها واصلت تقاضي 287 ألف كرون، إلى أن كشف مالك شقتها أنها أجّرتها بالأسود.

  5. ثماني سنوات من الغياب:
    امرأة عاشت خارج السويد قرابة ثماني سنوات واستلمت 1.4 مليون كرون كمساعدات. بعد كشفها، أُحيل ملفها إلى هيئة تحصيل الديون “كرونوفوغدن”.

  6. وفاة خارج السويد:
    رجل حصل على 327 ألف كرون رغم إقامته الطويلة خارج البلاد ووفاته لاحقًا في الخارج، لتُحوّل المطالبة المالية إلى تركته.

  7. إقامة في الخارج ست سنوات:
    رجل آخر عاش خارج السويد لما يقارب ست سنوات، وتلقى مساعدات بقيمة 468 ألف كرون حتى اكتُشف عبر بلاغ من مصلحة الهجرة.

محتوى مرتبط:  العثور على رجل مقتول بطلق ناري في غابة جنوب السويد…

⚠️ صعوبات في الرقابة

رغم نجاح السلطات في كشف عدد كبير من الحالات، ما تزال هناك “ثغرات رمادية” يصعب تتبعها، خاصة في دول الاتحاد الأوروبي مثل إسبانيا، حيث لا تُختم الجوازات عند الدخول والخروج.
مصلحة التقاعد أكدت أن بلاغات شرطة الحدود تضاعفت خلال العامين الأخيرين، ومعظمها يتعلق بانتهاكات تتعلق بالإقامة الفعلية داخل البلاد.


📈 أرقام تكشف حجم الظاهرة

  • 2023: مطالبات استرداد بنحو 0.5 مليون كرون

  • 2024: ارتفعت إلى 9.5 مليون كرون

  • 2025 (حتى سبتمبر): بلغت 6.2 مليون كرون

ورغم تلك الجهود، تشير السلطات إلى أن استرداد الأموال يواجه صعوبات كبيرة بسبب مغادرة المستفيدين البلاد أو وفاتهم، لتبقى الملفات مجمدة لدى “كرونوفوغدن”.


خلاصة المشهد:
العملية الأخيرة تُظهر تشدد السلطات السويدية في مراقبة أموال الدعم الاجتماعي بعد تزايد حالات الاحتيال، في وقت تؤكد فيه مصلحة التقاعد أن الهدف ليس العقاب فقط، بل حماية نظام الرفاه من الانهيار بفعل الاستغلال المتكرر.

(المصدر: صحيفة Expressen السويدية)