في مشهد سياسي غير مألوف، كشف استطلاع جديد أجرته مؤسسة نوفوس (Novus) لصالح التلفزيون السويدي أن 41٪ من السويديين يعتقدون أن تشكيل حكومة مشتركة بين الحزبين الأكبر في البلاد – الاشتراكي الديمقراطي والمحافظين (Moderaterna) – سيكون خطوة إيجابية للسويد. في المقابل، رفض الفكرة 38٪، فيما بقي 21٪ مترددين دون موقف واضح.
ورغم أن رئيس الوزراء أولف كريسترشون لا يزال يعتبر زعيمة الاشتراكيين الديمقراطيين ماغدالينا أندرشون خصمه السياسي الأول، إلا أن جزءاً واسعاً من الناخبين يبدو أنه يرى في التعاون بين الخصمين التقليديين طريقاً لتجاوز الانقسام الحزبي الذي يطبع السياسة السويدية منذ سنوات.
تجربة فالون.. نموذج محلي ناجح
أحد النماذج التي يستشهد بها المتفائلون بهذا الطرح هو ما يحدث في بلدية فالون (Falun)، حيث يتقاسم الحزبان السلطة المحلية منذ بداية الدورة الحالية. تتولى ليزا لوندبرغ (S) رئاسة المجلس البلدي، بينما يشغل أندش ليند (M) منصب نائب الرئيس، في إدارة وُصفت بأنها “مستقرة وفعّالة” رغم التباين الأيديولوجي بين الطرفين.
وقالت لوندبرغ في حديثها للتلفزيون السويدي إن “التعاون نجح إلى حدٍّ كبير”، موضحة أن الخلافات حول الضرائب والخصخصة تم تجاوزها مؤقتاً عبر الإبقاء على الوضع الحالي حتى نهاية الدورة. أما ليند فأكد أن الطرفين توصلا إلى حلول عملية تخدم المواطنين، مضيفاً: “قد نختلف في الأسلوب، لكننا نتفق على الهدف نفسه: بلدية فاعلة ومدارس جيدة وخدمات أفضل.”
شكوك على المستوى الوطني
ورغم هذه التجارب المحلية المشجعة، أظهر الاستطلاع أن الشكوك لا تزال قائمة بشأن إمكانية تكرار النموذج على المستوى الوطني. فقد قال 54٪ من المستطلعين إنهم لا يعتقدون أن الحزبين يمكن أن يتفقا لتشكيل حكومة مركزية مشتركة، بينما يرى 29٪ فقط أن ذلك ممكن.
مع ذلك، تبقى فالون مثالاً حيّاً على إمكانية تجاوز الخلافات الأيديولوجية عندما تكون المصلحة العامة هي البوصلة، كما ختمت لوندبرغ بقولها:
“عندما تعرف موقفك السياسي بوضوح، يصبح من الأسهل إيجاد أرضية مشتركة مع خصمك. فالاختلاف لا يعني الانقسام، بل يمكن أن يكون مصدر توازن وديمقراطية.”
المصدر: التلفزيون السويدي (TV4)






