في تحقيق مطوّل لصحيفة «دي تسايت» الألمانية، كُشف النقاب عن تفاصيل الحياة التي يعيشها الرئيس السوري السابق بشار الأسد وعائلته في العاصمة الروسية موسكو، بعد فرارهم من دمشق في ديسمبر الماضي عقب سقوط النظام. ومنحت السلطات الروسية العائلة لجوءاً “لأسباب إنسانية”، لكن بشرط صارم يقضي بالصمت السياسي الكامل والعيش تحت رقابة الأجهزة الأمنية.
تصف الصحيفة مشهداً مغايراً تماماً لصورة “الرئيس القوي” السابقة، إذ يعيش الأسد اليوم في عزلة تامة داخل ثلاث شقق فخمة في مجمع سكني راقٍ في حي موسكو سيتي، حيث تتولى فرق روسية خاصة حراسته على مدار الساعة. وتقول المصادر إن الأسد يقضي معظم وقته في لعب ألعاب الفيديو عبر الإنترنت، ونادراً ما يغادر منزله إلا لقضاء عطلات قصيرة في فيلا تقع خارج العاصمة. ويُقال إنه لم يتابع الأخبار منذ تولي فاروق الشرع رئاسة سوريا الانتقالية.
أما زوجته أسماء الأسد، فحالها الصحي تدهور بعد إصابتها مجدداً بالسرطان، فيما يعيش شقيقه ماهر الأسد حياة مختلفة تماماً داخل أحد فنادق فور سيزونز في موسكو، حيث شوهد أكثر من مرة في المقاهي مدخناً الأرجيلة ومحتسياً الكحول، بحسب ما نقلته تقارير إعلامية.
التحقيق أشار أيضاً إلى أن نحو 1200 ضابط سوري – معظمهم من الطائفة العلوية – لجأوا إلى روسيا بعد انهيار النظام، حيث استقر الأثرياء منهم في العاصمة، بينما نُقل آخرون إلى مناطق نائية في سيبيريا.
وتؤكد «دي تسايت» أن عائلة الأسد كانت قد اشترت منذ عام 2013 ما يقارب 20 شقة فاخرة في موسكو، تتراوح قيمة الواحدة منها بين 1.5 و2 مليون دولار، وتطل جميعها على نهر موسكفا.
أما من الجانب المالي، فكشفت صحيفة «فايننشال تايمز» أن العائلة نقلت أكثر من 250 مليون دولار إلى روسيا عبر عشرين رحلة جوية حملت أطناناً من النقود بفئات المئة دولار، مستخدمةً شبكة شركات وهمية لتضليل محاولات تتبّع مصدر الأموال. وتشير التقديرات إلى أن ثروة الأسد الإجمالية قد تصل إلى 3 مليارات دولار بين أموال وعقارات وسبائك ذهبية.
وتختتم «دي تسايت» تقريرها بصورة رمزية لرئيسٍ كان يمسك يوماً بزمام بلدٍ بأكمله، ليجد نفسه اليوم في منفى ذهبي خلف زجاج ناطحات موسكو، يعيش حياةً مترفةً ومنعزلة، فيما يترك خلفه وطناً مدمّراً وشعباً مشرّداً يبحث عن العدالة والكرامة.
المصدر: صحيفة «Die Zeit» الألمانية و«Financial Times».






