أزمة عطش تلوح في الأفق بجنوب السويد…

 في وقت تشهد فيه مناطق واسعة من جنوب السويد تراجعًا حادًا في مستويات المياه الجوفية، دقّت هيئة المسح الجيولوجي السويدية (SGU) ناقوس الخطر، محذّرة من أن محافظات سكونه وبلكينغه وكالمار، بالإضافة إلى أجزاء كبيرة من كرونوبيري ويونشوبينغ، تعيش وضعًا مائيًا مقلقًا. كما تعاني أولاند وغوتلاند من الحالة نفسها بسبب الجفاف وانخفاض الأمطار.

في مواجهة هذا التحدي البيئي، أطلقت شركة Sydvatten للسنة الحادية عشرة على التوالي مشروعها التربوي “Tänk H2O”، الذي يهدف إلى توعية الطلاب بأهمية المياه العذبة وتشجيعهم على التفكير في مستقبل مهني يرتبط بالمناخ والموارد المائية.

على ضفاف بحيرة بولمن (Bolmen) في غرب كرونوبيري، خاض طلاب من مدرسة Malmö Borgarskola تجربة فريدة ضمن المشروع، حيث استخدموا شِباكًا صغيرة لصيد الكائنات المائية الدقيقة ودراسة التنوع البيولوجي في البحيرة، الذي وصفوه بأنه “جيد وصحي”.

الطالبة طلحة عتيق قالت بحماس:

“نكتشف هنا ما نريد فعله في المستقبل — ربما نصبح علماء أحياء أو نعمل في مجالات المياه والمناخ. هذه التجربة ألهمتني فعلًا.”

أما فيرونيكا فولّرت، منسقة المشروع في Sydvatten، فأوضحت أن الهدف هو جعل الطلاب يدركون رحلة المياه التي تصلهم كل يوم:

“من المهم أن يعرف الشباب من أين يأتي ماء الشرب، وكيف ينتقل من المصدر إلى الصنبور. هذه المعرفة تُغيّر نظرتهم للماء كشيء بديهي.”

لكن خلف هذا الجانب التعليمي المشرق، تكمن أزمة بيئية حقيقية. فوفقًا لـ SGU، تسجّل الخزانات الجوفية الكبرى في جنوب السويد أدنى مستوياتها منذ سنوات طويلة، وهو ما يهدّد الأمن المائي في حال استمرار الجفاف أو زيادة الاستهلاك.

تضيف فولّرت:

“المسؤولية جماعية. علينا جميعًا أن نحافظ على هذا المورد المشترك، وأبسط الطرق هي الاقتصاد في استخدام الماء.”

الطلاب المشاركون تفاجأوا أيضًا عند سماعهم قصة نفق بولمن المائي الذي يمتد من البحيرة في كرونوبيري إلى سكونه لتزويدها بمياه الشرب. تقول الطالبة دانا الناصر:

“لم أكن أعلم أن سكونه لا تملك ما يكفي من المياه وأنه تم بناء نفق كامل لجلبها من بحيرة بولمن. القصة مدهشة جدًا.”

المصدر: TV4

محتوى مرتبط:  ابتداءً من الغد: تسعير الكهرباء في السويد يتحوّل إلى نظام ربع الساعة