أثار مقطع مصوَّر من خطبة جمعة في مسجد الرحمة بمدينة كريخانستاد موجة غضب عارمة في السويد، بعد أن تناول فيه الإمام صالح البوعينين قضية ضرب الزوجة وخضوعها للرجل، الأمر الذي اعتبره سياسيون ومراقبون خروجاً صريحاً عن القيم التي تقوم عليها البلاد. الفيديو نشرته صحيفة إكسبريسن وسرعان ما أصبح محور نقاش سياسي وإعلامي واسع.
ردود فعل سياسية متباينة
الأحزاب من مختلف الاتجاهات سارعت للتعليق. فبينما شدّد ممثلو اليسار واليمين على أن “مثل هذه الأفكار لا مكان لها في السويد”، ذهبت زعيمة الليبراليين سيمونا موهامسون إلى المطالبة بترحيل كل من يحرض على العنف ضد النساء. أما حزب ديمقراطيو السويد (SD) فصعّد لهجته أكثر، حيث طالب بعض قادته بسحب الجنسية عمّن وصفوهم بـ“الإسلاميين”. القيادي المتشدد ريكارد يومسهوف استغل الموقف ليصفه بأنه “انعكاس حقيقي للإسلام”، في تصريح أثار جدلاً بحد ذاته.
خلاف داخل المسجد
لم تتأخر الأصوات الرافضة من داخل المسجد نفسه. الإمام الثاني، شعبان أبو زر، أعلن رفضه القاطع لتفسير البوعينين، مؤكداً أن النبي محمد لم يضرب امرأة قط، وأن الإسلام يحظر العنف ويؤكد على الكرامة والمساواة. الجمعية المسؤولة عن المسجد اتخذت موقفاً حاسماً بإنهاء خدمة البوعينين التطوعية، وأصدرت بياناً شددت فيه على رفض كل أشكال العنف ضد النساء، واحترام القوانين السويدية وحقوق الإنسان.
تبرير الإمام وردود الفعل الرسمية
الإمام البوعينين قال لصحيفة إكسبريسن إن تصريحاته “أُسيء فهمها” وإن ضيق الوقت على المنبر منعه من شرح موقفه بشكل كامل. غير أن الضغوط لم تتوقف عند هذا الحد، إذ أعلن وزير الشؤون الاجتماعية ياكوب فورشميد فتح تحقيق للتأكد مما إذا كان المسجد يتلقى دعماً حكومياً. وفي السياق نفسه، ربط وزير الهجرة يوهان فوشيل القضية بثقافة الشرف، معتبراً أنها أحد أسباب تشديد شروط الحصول على الجنسية السويدية.
نقاش يتجاوز الحادثة
القضية أعادت إلى الواجهة الجدل الدائم حول الخطاب الديني في بلد يرفع راية المساواة والديمقراطية وحقوق المرأة. ويرى مراقبون أن مثل هذه الحوادث لا تنعكس فقط على الإمام أو المسجد الذي صدرت منه، بل تمس صورة المسلمين عموماً في السويد، حيث غالباً ما تُستغل كذخيرة في الخطاب السياسي المتشدد المناهض لهم، وتزيد من حدة الشكوك والوصم بحق الجالية المسلمة.
المصدر: صحيفة إكسبريسن السويدية