خصصت الحكومة السويدية 1.4 مليار كرون لبرنامج “العودة الطوعية” الذي يمنح المهاجرين مبالغ تصل إلى 350 ألف كرون للفرد و600 ألف كرون للعائلات. الهدف المعلن هو تشجيع من يرغب بالعودة إلى بلده الأصلي على اتخاذ القرار، خصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية وصعوبات المعيشة. لكن هل تكفي هذه الأموال لدفع الناس إلى مغادرة السويد؟
مشاهد من رينكبي وتينستا
في سوق رينكبي الشعبي، تتردد مهاجرة مسنّة قبل أن تعيد تفاحة إلى كومة الفاكهة مكتفية بثلاث حبات بطاطس وبضع بصلات. مشهد بسيط يلخص الضغوط المعيشية التي يعيشها كثير من الأسر المهاجرة في أحياء مثل رينكبي وتينستا. ورغم ضيق الحال، تظل السويد بالنسبة لهم ملاذًا آمنًا يوفر التعليم والصحة مجانًا.
نقاشات المهاجرين
في مقهى شعبي بستوكهولم، ينقسم المهاجرون بين مؤيد ومعارض للفكرة. رجل ستيني يسخر قائلاً:
“سيأخذ البعض المال، يقولون إنهم عادوا، ثم يرجعون ويعملون بالأسود”.
بينما يرد أب لخمسة أبناء متردّدًا:
“أجساد أولادي صومالية، لكن عقولهم سويدية. حياتهم كلها هنا”.
آخرون يشددون أن 600 ألف كرون ليست كافية لمغادرة بلد يضمن لهم الأمن والرعاية الاجتماعية، حتى لو كانت الأوضاع المالية متواضعة.
حسن… صوت مختلف
لكن حسن، 48 عامًا، القادم من الصومال والمقيم في السويد منذ 34 عامًا من دون جنسية، يرى الأمر بشكل مختلف. يعمل منذ سنوات في مجال التنظيف، ويعتقد أن المنحة فرصة حقيقية:
“350 ألف كرون تكفيني. أفتح محلًا في مقديشو وأصبح صاحب عمل. الجو أفضل، ولدينا نفط. الصومال الآن أغنى”.
غير أن أصدقاءه يسخرون من حماسه، معتبرين أن ما يحصلون عليه من رواتب ومساعدات في السويد يعادل أو يفوق المبلغ المعروض.
بين المال والمستقبل
ورغم رفع الحكومة قيمة المنحة وتقليصها في المقابل للمساعدات الاجتماعية للأسر الكبيرة، إلا أن أغلب المهاجرين يؤكدون أن المال وحده غير كافٍ. الخوف من ضياع مستقبل الأبناء، وانعدام الأمن في بعض بلدانهم، يظل حاجزًا أمام فكرة العودة.
سؤال مفتوح
بين التفاحة التي أُعيدت إلى كومة الفاكهة في سوق رينكبي، وكوب القهوة الرخيص في المقهى الشعبي، يبقى التساؤل معلقًا:
هل المال قادر وحده على إعادة المهاجرين إلى أوطانهم؟ أم أن ما وفرته لهم السويد من استقرار وتعليم وصحة أصبح أقوى من أي منحة مالية؟
المصدر: صحيفة Expressen