شاب سويدي يُفاجأ بموته رسميًّا:

في واقعة غريبة أثارت جدلاً واسعاً في السويد، اكتشف الشاب يوناتان رافيلين (Jonathan Ravelin) أنه مسجّل كمتوفى في سجلات الدولة، رغم أنه حي يرزق.

القصة بدأت حين أرسل شخص مجهول استمارة ورقية إلى مصلحة الضرائب (Skatteverket) موقعة باسم طبيب تبيّن لاحقاً أنه غير موجود أساساً. وبموجب هذا الخطأ، فقد يوناتان إمكانية استخدام هويته الرقمية Bank-ID، كما أُلغي جواز سفره وبطاقته الشخصية، ليعيش عملياً ستة أسابيع كاملة بلا هوية رسمية، عاجزاً عن إدارة حساباته البنكية أو شؤونه الخاصة.

وعندما حاول تصحيح الوضع، تلقى رداً صادماً: “أنت متوفى حالياً، عليك الانتظار حتى ننهي الإجراءات القانونية”، وهي عملية قد تستغرق عدة أشهر.

بدعم من مركز العدالة (Centrum för rättvisa)، رفع يوناتان دعوى قضائية ضد الدولة مطالباً بتعويض قدره 20 ألف كرون، متهماً مصلحة الضرائب بالإهمال وعدم التحقق من صحة المستندات قبل تسجيل وفاته.

وأوضحت ألكساندرا لويد، نائبة رئيس المركز، أن نحو 80% من حالات تسجيل الوفاة تُدار عبر أنظمة رقمية آمنة، لكن حين يتم ذلك عبر استمارات ورقية يصبح التدقيق ضعيفاً للغاية. وقالت إن مجرد مراجعة قاعدة بيانات الأطباء لدى إدارة الرعاية الاجتماعية (Socialstyrelsen) كان كفيلاً بكشف أن الطبيب المذكور غير موجود.

اليوم الأربعاء، تنظر محكمة ستوكهولم في القضية، والتي قد تُلزم مصلحة الضرائب بوضع قواعد أكثر صرامة للتحقق من توقيعات الأطباء في المعاملات الورقية.

القضية لم تعد تخص يوناتان وحده، إذ تشير إحصاءات رسمية إلى تسجيل وفيات خاطئة لعدد من الأشخاص في السنوات الأخيرة: 42 حالة عام 2021، و46 حالة في 2022، و16 حالة في 2023 و2024. ما يثير القلق بشأن ثقة المواطنين بالنظام الإداري السويدي وإمكانية استغلال ثغراته.

محتوى مرتبط:  الجراح السوري مازن دهان يروي قصة رحلته المريرة و لجوئه الى السويد